تتابع إسرائيل «بقلق» اجتماع وزراء خارجية أعضاء اللجنة الرباعية الدولية بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المقرر عقده الأسبوع المقبل في ميونيخ في ألمانيا، وسط أنباء عن أن المجتمعين يعتزمون إصدار بيان ختامي يدين إسرائيل على مواصلتها البناء في مستوطنات القدس والضفة الغربية المحتلتين. وأفادت صحيفة «هآرتس» أمس أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو يفكر في كيفية «استباق» الاجتماع والبيان، ويدرس إمكان إعلان رزمة «مبادرات حسن نية وخطوات لبناء الثقة» تجاه السلطة الفلسطينية، آملاً في أن يسهم مثل هذا الإعلان في تخفيف حدة لهجة البيان المتوقع صدوره، فضلاً عن «إقناع» الفلسطينيين بعدم الذهاب إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار يدين الاستيطان. ووفقاً للصحيفة، تشمل هذه «المبادرات» منح إجراءات إضافية لتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة، وإزالة عدد آخر من الحواجز العسكرية في أنحاء الضفة، ومنح التصاريح اللازمة لبناء مدينة «الروابي» الفلسطينية، والتصديق على مشاريع في مجال البنى التحتية في الضفة يدفع موفد «الرباعية» توني بلير نحو تنفيذها. وتنقل الصحيفة عن موظف إسرائيلي كبير قوله إن «منتدى السباعية الوزارية» (يضم ثمانية وزراء) بحث هذه «اللفتات» في اجتماعه أول من أمس، لكنه لم يقرها نهائياً، على أن يتم بحث المسألة مجدداً الأسبوع المقبل قبل اجتماع «الرباعية» في ميونيخ السبت المقبل. وأشار إلى أن اقتراح نتانياهو يلقى تأييد أربعة وزراء، في مقابل معارضة عدد مماثل. وتابع الموظف أن اجتماع الأربعاء الماضي تناول أيضاً إمكان أن تقوم إسرائيل بإطلاق مئات من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وتسليم السلطة الفلسطينية المسؤولية الأمنية عن عدد من المدن في الضفة، إلا أن ممثلي المؤسسة الأمنية عارضوا هذين الاقتراحين. وكان نتانياهو بدأ بحث هذه «اللفتات» مع بلير قبل ثلاثة أسابيع، وتباحثا فيها الأسبوع الجاري أيضاً. وبحسب الصحيفة، حض بلير رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير دفاعه ايهود باراك ووزير التطوير الإقليمي سلفان شالوم على الإعلان عن هذه «اللفتات» قبل اجتماع «الرباعية» المقبل، بعد أن قال لنتانياهو إن «وضع إسرائيل في الحلبة الدولية صعب للغاية، ما يستوجب تحركها». وطبقاً لمعلومات وصلت الى وزارة الخارجية الإسرائيلية، فإن الإدارة الأميركية نقلت إلى الاتحاد الأوروبي رسالة تقول إن الولاياتالمتحدة لا تعارض «بياناً شديد اللهجة» ضد إسرائيل في حال بادر الأوروبيون له، في إشارة إلى احتمال التنديد بإسرائيل على خلفية مواصلة الاستيطان. في المقابل، سيتطرق البيان إيجابياً إلى تقديرات «البنك الدولي» بأن السلطة الفلسطينية ستنهي في الأشهر القريبة عملية بناء المؤسسات التي تتيح لها إقامة الدولة الفلسطينية. وتأمل إسرائيل في أن يسهم إعلان من جانبها عن «اللفتات الطيبة» في تليين البيان الختامي لاجتماع «الرباعية»، وأن يشجع الفلسطينيين على إعادة النظر في موقفهم الرافض استئناف المفاوضات مع إسرائيل. كما تأمل في أن «يقنع» البيان السلطة الفلسطينية بالكف عن محاولتها استصدار قرار من مجلس الأمن يندد بالبناء الاستيطاني في القدس والضفة وأن «تكتفي» بتنديد «الرباعية». العرب ومجلس الأمن في غضون ذلك (أ ف ب)، أفاد ديبلوماسيون أن وزراء الخارجية العرب سيقررون التاريخ الذي سيدعون فيه مجلس الأمن الى التصويت على قرار يدين الاستيطان. واجتمع السفراء العرب في مقر الأممالمتحدة في نيويورك أول من أمس لمناقشة مشروع القرار الذي يواجه احتمال نقضه أميركياً، إلا أنهم لم يتوصلوا الى موعد لطلب مناقشته. وأشار الديبلوماسيون الى أن البعثة الفلسطينية ضغطت لعرض مشروع القرار على التصويت الاثنين، إلا أن الدول العربية ترغب في انتظار اجتماع اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط في 5 شباط (فبراير) المقبل. وقال ديبلوماسي عربي لوكالة «فرانس برس» بعد الاجتماع أن «السفراء سيرسلون مذكرة الى الوزراء يشيرون فيها الى أن العمل في الأممالمتحدة أنجز، وأننا جاهزون للتصويت حينما يقررون ذلك». الى ذلك، وجه ستة نواب بارزين من الحزبين الديموقراطي والجمهوري في الكونغرس أول من أمس رسالة الى الرئيس باراك أوباما طالبوه فيها باستخدام «الفيتو» ضد هذا القرار الدولي. ووقع الرسالة رئيس الغالبية الجمهورية اريك كانتور ورئيس الأقلية الديموقراطية ستيني هوير والرئيسة الجمهورية للجنة الشؤون الخارجية ايليانا روس-ليتينين والديموقراطيان هوارد برمان وغاري اكرمان والجمهوري ستيف شابوت.