كرّر الداعية المعارض فتح الله غولن، نفيه تورطه بالمحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، مؤكداً انه لا يعتزم الفرار من الولاياتالمتحدة وسيقبل تسليمه إلى أنقرة إذا وافقت واشنطن على طلب تركي في هذا الصدد. تصريحات غولن (79 سنة)، المقيم في الولاياتالمتحدة منذ العام 1999، ورد في مقابلة مع وكالة «رويترز» في ولاية بنسلفانيا، علماً أن الحكومة التركية كانت حذرت من أن الداعية يستعد للفرار إلى كندا، لتجنّب تسليمه. وأشارت «رويترز» إلى أن غولن بدا واهناً خلال المقابلة، لافتة إلى انه يمشي متعثراً ويبقي طبيبه الذي يعالجه منذ وقت طويل، قريباً منه. ويُشرف غولن على حركة «خدمة» التي تدير شبكة عالمية من المدارس والشركات، وكان حليفاً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكن خلافاً دبّ بينهما ووصفت أنقرة «خدمة» بجماعة إرهابية، قبل شهرين من المحاولة الانقلابية. وقال غولن ل «رويترز»: «الإشاعات ليست صحيحة إطلاقاً. إذا كانت الولاياتالمتحدة ترى أن من الملائم تسليمي، فسأغادر (إلى تركيا)». واستدرك أنه يأمل بألا تتيح إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسليمه، خصوصاً بعد استقالة المستشار السابق للأمن القومي في البيت الأبيض مايكل فلين، والذي عمِل لمصلحة الحكومة التركية وكان مؤيداً لتسليم الداعية. وندد غولن بإحكام أردوغان قبضته على السلطة وإغلاقه وسائل إعلام، ووصفه ب «مستبد». وتابع أنه إذا استمع أردوغان إلى «صوت قوي من الولاياتالمتحدة أو الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي وبروكسيل يقول له: ما تفعله خطأ ونظامك القانوني لا يصلح، فقد يبدّل رأيه». وأشاد بالمعارضة في تركيا، مستدركاً أن أي محاولة أخرى لإطاحة أردوغان يجب أن تكون من خلال احتجاج سلمي وانتخابات، وزاد: «لم أؤيّد إطلاقاً انقلاباً ولا إطاحةً» بحاكم. الى ذلك، أفادت «الأناضول» بأن السلطات أمرت بتوقيف 34 موظفاً سابقاً في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية، في إطار تحقيق يستهدف أنصار غولن. وأشارت إلى أن السلطات تشتبه في أن هؤلاء يستخدمون تطبيق «بايلوك» للرسائل المشفرة، والذي تعتبر الحكومة أن أنصار غولن يستخدمونه. وكان أُفرج عن الموظفين السابقين سابقاً، بعد التحقيق معهم لصلتهم المزعومة بالمحاولة الفاشلة. وأفادت «دوغان» بأن الشرطة أوقفت 14 ضابط صف في الجيش في 6 أقاليم، في إطار التحقيق في المحاولة.