رام الله - «الحياة»، ا ف ب - تشهد الساحة الفلسطينية حال استقطاب شديدة عبرت عن نفسها بمسيرات تأييد للسلطة الوطنية في الضفة الغربية رداً على ما بثته قناة «الجزيرة»، وقالت انه وثائق سرية عن المفاوضات مع اسرائيل، وذلك بالتزامن مع اتهامات وجهتها حركة «فتح» للقناة بتنفيذ «مؤامرة خططت لها أطراف عربية وإقليمية» ضد الشعب الفلسطيني وقيادته، في مقابل تظاهرات في قطاع غزة ضد السلطة الفلسطينية دعت الى محاكمة شعبية للمفاوضين. ودانت اللجنة المركزية ل «فتح» في بيان اثر اجتماع لها في رام الله برئاسة الرئيس محمود عباس «بشدة الحملة المغرضة ذات الاهداف المشبوهة التي تشنها الجزيرة ضد منظمة التحرير والسلطة الوطنية»، مضيفة: «ان التوقيت الذي تقوم به الجزيرة بحبك هذه المسرحية والتزوير الواضح والمفضوح هو جري وراء وهم لتمزيق الصف الوطني الفلسطيني، ودعم الانقلاب على الشرعية في قطاع غزة»، في اشارة الى سيطرة «حماس» على القطاع العام 2007. وانعكست حال الاستقطاب الفلسطيني على الوضع الميداني، اذ خرج نحو خمسة آلاف متظاهر في نابلس في الضفة في مسيرة ضد «الجزيرة» كانت فصائل منظمة التحرير ومحافظة نابلس دعت اليها. وردد المتظاهرون هتافات من بينها «الجزيرة صهيونية» و«الجزيرة مش عربية»، كما رفعوا لافتات كتب على بعضها «الجزيرة والاحتلال وجهان لعملة واحدة». وفي مدينة طولكرم، خرج 10 آلاف فلسطيني في مسيرة حاشدة جابت شوارع عدة ونددوا خلالها بمواقف «الجزيرة» و«الفبركات الاعلامية» الهادفة الى «تعزيز الانقسام»، ورفعوا شعارات وصور الرئيس محمود عباس تؤكد تأييدهم له. كما خرج الآلاف في مدينة جنين في مسيرة حاشدة مماثلة نددت بسياسة القناة، مؤكدة على مبايعة عباس. وفي لندن، نفت المفوضية الفلسطينية العامة لدى المملكة المتحدة ان يكون مقرها تعرض لأي اقتحام من جانب طلاب فلسطينيين عصر امس، وفق ما افادت قناة «الجزيرة»، متهمة القناة بالتأجيج. واستهجنت المستشارة السياسية في البعثة ميسون الشرفا في بيان «استخدام لفظ اقتحام كون الطلاب جاؤوا بموعد مسبق»، كما استنكرت محاولة مذيع في «الجزيرة» الايحاء بأن ما جرى اقتحاماً تم بعد حملة القناة ضد السلطة، معتبرة ان «هناك تحريضاً علنياً على البعثة». على خط مواز، تظاهر الآلاف من انصار حركة «حماس» وفصائل فلسطينية اخرى في غزة حيث رفعوا صورا لامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وأخرى مناوئة لعباس واقطاب السلطة. ودعا القيادي في «حماس» صلاح البردويل الى تشكيل محاكم شعبية لمحاكمة من قال انهم فرطوا بحقوق الشعب الفلسطيني وثوابته الى جانب المحاكم النظامية لهم، مضيفا ان «الشعب الفلسطيني مطالب بأن يهب هبة واحدة لعزل المفاوض الفلسطيني». كما طالب بوضع حجر الاساس لجبهة وطنية موحدة كبديل عن منظمة التحرير. ودعا من يحضّر لمسيرات ضد الغلاء او ما اسماه «القضايا الهامشية» ألا يحاول التغطية على ما يحدث من «تنازلات وتفريط من المفاوض الفلسطيني».