باريس، أنقرة - رويترز - أعلن الرئيس التركي عبدالله غل في تصريحات نشرت أمس إن نيل بلاده عضوية الاتحاد الأوروبي «غير ضروري»، في وقت تواجه أنقرة عقبات في إنجاز الانضمام بعد خمس سنوات من بدئها محادثات رسمية مع الاتحاد. وبعدما أبطأ الخلاف مع قبرص وإحجام بعض دول الاتحاد عن انضمام الدولة الكبيرة التي يغلب على سكانها المسلمون والفقيرة نسبياً تقدم المحادثات وأوصلتها الى شبه توقف، وقال غل لصحيفة «لو فيغارو» الفرنسية: «الواضح أن العقبات وضعت أمامنا، لكن العالم لا يتوقف عند الاتحاد الأوروبي» المنقسم حول منح تركيا عضوية كاملة. وزاد: «لا تتفق الصورة التي يملكها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن تركيا مع الواقع»، علماً أن فرنسا تتخذ الموقف الأقوى المعارض لانضمام تركيا التي رفضت اقتراحاً قدمته باريس وبرلين يجعل أنقرة بموجبه جزءاً من «شراكة لها امتيازات» وتشمل روسيا أيضاً. وكان ساركوزي وعد خلال حملته الانتخابية عام 2007 بالوقوف بصرامة ضد انضمام تركيا الى الاتحاد، مشيراً الى الاختلافات الثقافية والمخاوف في شأن الترابط السياسي للاتحاد. وأكد الرئيس التركي أن «الخيار الاستراتيجي الذي نفذناه لمصلحة الاتحاد الأوروبي، لا يمنعنا من تطوير العلاقات التي أقمناها في أنحاء العالم»، علماً انه كان أعلن أمام مجلس أوروبا في ستراسبورغ الثلثاء الماضي أن «أوروبا حصينة» ليست إلا وهماً، متمنياً على الدول المضيفة وعلى المهاجرين تجنب الفصل «في مجتمعات متوازية». وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان صرح الأسبوع الماضي بأن أوروبا لا تملك بديلاً عن تركيا في ظل نموها الاقتصادي الكبير في السنوات الأخيرة، وترسيخ دورها الفاعل في أمور إقليمية كثيرة. وقال: «ما يردده البعض بأن تركيا لا تجد بديلاً عن أوروبا قد يكون عادلاً، لكن العكس صحيح أيضاً، ولا بديل عن تركيا لدى أوروبا في ظل تحول توازن القوى في النظام العالمي، وحاجتها إلى تركيا كي تصبح أقوى وأغنى وأكثر شمولية وأمناً». وتمنى رئيس الوزراء التركي «ألا يكون الوقت تأخر قبل أن يعي أصدقاؤنا الأوروبيون هذه الحقيقة»، مشدداً على انه لا يجب أن تشكل قدرة البلاد على تحمل رفض قبولها في الاتحاد سبباً لإقصائها، وتساءل إذا كانت قوة تركيا عائقاً أمام دخولها إلى الاتحاد الأوروبي، وإن «كان ذلك صحيحاً فلا بد من التساؤل في شأن الحسابات الإستراتيجية الأوروبية». وتابع: «مرّ أكثر من نصف قرن منذ أن طرقت تركيا باب أوروبا للمرة الأولى. واليوم الحال مختلفة، لم نعد بلداً ينتظر على باب الاتحاد الأوروبي كمتوسل وديع، إذ بتنا سوقاً للاستثمارات الأجنبية المباشرة، ولاعباً اقتصادياً ودولياً بعد إعادة اكتشاف جوارنا». وأضاف إن تركيا تتبع سياسة خارجية نشطة من البلقان إلى الشرق الأوسط إلى القوقاز، وأثمرت جهودها الديبلوماسية في العراق وأفغانستان والبلقان، وفي ما يتعلق أيضاً بالبرنامج النووي الإيراني.