كلفت مدرسة ثانوية في محافظة الأحساء، معلميها، بالتجوال في شوارع الحي، الذي تقع فيه المدرسة، لنقل الطلاب عبر سياراتهم الشخصية، بعد ان حولت الأمطار التي تواصل هطولها منذ منتصف ليل أول من أمس، وحتى ساعات متفرقة من يوم أمس، الشوارع إلى بحيرات، إذ وصل ارتفاع منسوب المياه في بعض الشوارع إلى نصف متر. ما حال دون وصول الطلاب إلى مدارسهم. ولم تجد إدارة مدرسة الملك فهد في الهفوف، من طريقة تحول دون حرمان الطلاب من أداء الاختبارات، أو تأخرهم في الوصول إلى المدرسة، سوى توجيه المعلمين إلى نقلهم في سياراتهم الخاصة. وبادر المعلمون إلى تلبية نداء الإدارة، وانتشروا في الشوارع، لاصطحاب الطلاب العالقين في الشوارع، الذين وصل عددهم إلى 80، لم يتمكنوا من الوصول إلى مقر المدرسة، لولا مبادرة المعلمين. ونالت هذه الخطوة استحسان أولياء الأمور، الذين أثنوا على «تفاني المعلمين، وتقديرهم المسؤولية، التي لا تقتصر على أسوار المدرسة». وكشفت مصادر في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أن «منسوب المياه وصل إلى 45 ملم»، متوقعة «استمرار هطول الأمطار، نظراً إلى التقلبات الجوية المتوقعة». كما أوضحت المصادر ل «الحياة»، أن «الأحساء شهدت إضافة إلى الأمطار الغزيرة، المصحوبة بعواصف رعدية، انخفاضاً ملموساً في درجات الحرارة». فيما سجلت غرفة العمليات الأمنية، وقوع عدد من الحوادث المرورية. بدوره، قال وكيل أمين الأحساء للخدمات المهندس عبدالله العرفج: «إن 64 صهريجاً و64 آلية عملت على سحب مياه الأمطار من الطرقات، فيما تم فتح عدد من شبكات تصريف الأمطار، التي تخدم بعض الأحياء»، مؤكداً أن أداءها كان «جيداً جداً»، مبيناً أنه تم «استنفار فرق الطوارئ البشرية والآليات التابعة للأمانة والجهات الحكومية الأخرى، لسحب المياه من الشوارع والأماكن العامة». وأبان انه تم «تقسيم الأحساء إلى أربع مناطق، وتم سحب تجمعات الأمطار في الطرق الرئيسة»، مؤكداً أن الأمانة «لم تضطر إلى إغلاق أي طريق، جراء سقوط هذه الكميات من الأمطار، على رغم غزارتها».