على رغم الأجواء الإيجابية التي سادت القمة الأولى بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على هامش أعمال قمة ال20 التي عُقدت في مدينة هامبورغ الألمانية الأسبوع الماضي، بدا وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أكثر صرامة مع موسكو خلال زيارته أوكرانيا أمس، إذ أكد أن هدف واشنطن الرئيسي هو استعادة وحدة الأراضي الأوكرانية، «كشرط لتحسين العلاقات الأميركية – الروسية». واعتبر تيلرسون خلال أول زيارة له إلى كييف إن روسيا يجب أن تتخذ الخطوات الأولى لخفض العنف في شرق أوكرانيا، مشيراً إلى بقاء العقوبات المفروضة على روسيا حتى تغيّر توجهاتها في تلك الأزمة. ورأى بعد لقائه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أن على روسيا أن تمارس نفوذها على الانفصاليين في شرق أوكرانيا لإرساء دعائم الهدنة الهشة وإنهاء المضايقات والهجمات التي يتعرض لها المراقبون الدوليون، إضافة إلى سحب الأسلحة الثقيلة إلى الخطوط المتفق عليها في اتفاقية مينسك التي تم التوصل إليها منذ سنتين. وقال إن الولاياتالمتحدة ستستعرض سبل تغيير الوضع القائم في الأزمة الأوكرانية، لافتاً إلى أن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016 ما زال يقف عائقاً أمام تطوير علاقات أفضل مع روسيا. من جهته، رأى الرئيس الأوكراني أن زيارة تيلرسون تعد دليلاً قوياً على دعم واشنطن لبلاده، معبراً عن تقديره العميق «لرمزية هذه الزيارة وتوقيتها التي تأتي مباشرةً عقب قمة ال20 في هامبورغ». ورحّب بتعيين كيرت فولكر، المعروف بمناهضته السياسات الروسية في المنطقة، ممثلاً خاصاً لعملية السلام في العاصمة البيلاروسية مينسك، قائلاً إن خبرته كديبلوماسي ستساعد في تنفيذ اتفاقيات مينسك في شكل كامل. وأضاف بوروشينكو أن فولكر، الذي رافق تيلرسون إلى كييف، سيبقى في العاصمة الأوكرانية لأيام من أجل تسريع التنسيق بين الولاياتالمتحدةوأوكرانيا، مشدداً على أن حل الأزمة «يحتاج فقط إلى وجود إرادة سياسية لدى موسكو لتحقيق ذلك». وقال تيلرسون يوم الجمعة الماضي إنه اختار فولكر، السفير الأميركي السابق لدى حلف شمال الأطلسي، لقيادة الجهود الديبلوماسية الأميركية المتعلقة بالأزمة الأوكرانية. في سياق متصل، نقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله أمس، إنه يتم الإعداد حالياً لمحادثات هاتفية بين قادة روسياوأوكرانيا وفرنسا وألمانيا لبحث الأزمة في أوكرانيا. ونُسب إلى بيسكوف أن «المحادثة الهاتفية للرباعي على جدول الأعمال. يتم الإعداد لها ولكن لم يتضح بعد الموعد على وجه التحديد». يُذكر أن روسيا ضمت شبه جزيرة القرم إليها في عام 2014. وتتهم كييف موسكو بدعم انفصاليين موالين لها في شرق أوكرانيا، الأمر الذي ينفيه الكرملين. ودعا اتفاق مينسك إلى وقف النار في مناطق المواجهة وسحب الأسلحة الثقيلة من خط الجبهة وإقرار إصلاح دستوري يمنح شرق أوكرانيا مزيداً من الحكم الذاتي.