قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الجمعة)، إنه «تشرف» بالالتقاء به للمرة الأولى، وقال إنه يتطلع إلى «أشياء إيجابية» في العلاقات بين الخصمين السابقين في الحرب الباردة. ولقاء ترامب وبوتين وجهاً لوجه للمرة الأولى في قمة «مجموعة العشرين» في ألمانيا كان أحد أبرز اللقاءات الثنائية المرتقبة بين زعماء العالم. وتعهد ترامب أثناء حملته الانتخابية العام الماضي إقامة علاقات ودية مع موسكو، لكنه لم يستطع الوفاء بذلك بسبب إجراء إدارته تحقيقات في مزاعم بتدخل روسي في الانتخابات الأميركية وروابط بين فريق حملته الانتخابية وموسكو. وتنفي موسكو أي تدخل ويقول ترامب إن حملته لم تتآمر مع روسيا. وتحدث ترامب وبوتين لمدة ست دقائق في حضور وزيري خارجية البلدين قبل السماح للصحافيين بالدخول إلى الغرفة للاستماع إلى تصريحاتهما. وتم إخراج الصحافيين بعد ذلك لاستكمال الاجتماع. وقال ترامب للصحافيين وهو يجلس إلى جانب الرئيس الروسي «الرئيس بوتين وأنا ناقشنا أشياء متعددة وأظن أن الأمور تسير على ما يرام». وأضاف «أجرينا محادثات جيدة جداً جداً. سنجري حواراً الآن وبالتأكيد ذلك سيستمر. نتطلع إلى أن يحدث الكثير من الأشياء الإيجابية جداً لروسيا وللولايات المتحدة ولجميع المعنيين. وإنه ليشرفني أن أكون معك». وقال بوتين «تحدثت معك عبر الهاتف مرات عدة إلا أن المحادثات الهاتفية ليست كافية مطلقاً». وأضاف «أنا مسرور أن ألتقي بكم شخصياً سيدي الرئيس»، معرباً عن أمله في أن يكون الاجتماع مثمراً. بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن الرئيس ترامب بدأ اجتماعه بالرئيس الروسي بوتين اليوم، بالإعراب عن قلق الشعب الأميركي في شأن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأميركية العام الماضي. وقال تيلرسون عقب لقاء الزعيمين «خاض الاثنان نقاشاً مطولاً وجاداً في شأن المسألة. ضغط الرئيس على الرئيس بوتين في أكثر من مناسبة في ما يخص التورط الروسي. والرئيس بوتين نفى مثل هذا التورط. أعتقد مثلما نفى في الماضي». ويواجه ترامب ضغوطاً متزايدة لاتخاذ موقف متشدد من «الكرملين» بسبب الانتقادات الموجهة لتصرفات روسيا في أوكرانيا وسورية والتحقيقات في دورها في الانتخابات الأميركية. وأدلى ترامب أمس بأكثر تصريحاته حدة في شأن موسكو منذ أن تولى منصبه حضّ فيها روسيا على وقف «أنشطتها المزعزعة للاستقرار» وإنهاء دعمها لسورية وإيران. لكن ترامب امتنع عن توجيه أي انتقاد شخصي لبوتين وامتنع عن أن يقول بشكل واضح ما إذا كان يصدق تأكيد مسؤولي الاستخبارات الأميركية بأن روسيا تدخلت في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016. وقال ترامب أثناء زيارته إلى بولندا أمس «أعتقد أنها روسيا لكن أعتقد أن وراء الأمر أشخاصاً آخرين و/أو دولاً أخرى ولا أرى خطأ في هذا التصريح. لا أحد يعلم. لا أحد يعلم على وجه اليقين». إلى ذلك، رحب الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو اليوم، بتعيين كورت فولكر ممثلاً خاصاً لواشنطن في شأن أوكرانيا، قائلاً إنه سيساعد على إنهاء ما سماه العدوان الروسي وإعادة شبه جزيرة القرم إلى بلاده. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن فولكر، سفير الولاياتالمتحدة السابق لدى «حلف شمال الأطلسي» (ناتو)، سيكون مسؤولاً عن تعزيز المصالح الأميركية بحسب ما ورد في اتفاق مينسك لعام 2015 وسيرافق وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى كييف الأحد المقبل. وقال بوروشينكو في تغريدة على «تويتر»: «نرحب بقرار الإدارة الأميركية تعيين كورت فولكر ممثلاً خاصاً في شأن أوكرانيا». وأضاف: «خطوة مهمة وفي الوقت المناسب لمصلحة إنهاء العدوان الروسي واستعادة أوكرانيا وحدة أراضيها بما في ذلك القرم».