أكد قادة في الجيش العراقي أمس، أن تحقيق الانتصار العسكري في الموصل ضد تنظيم «داعش» هو المهمة الأسهل، إذ إن المهمة الأصعب تتمثل في إعادة ترتيب أوضاع المدينة التي تنتظر إجراءات أمنية وسياسية معقدة لإدارتها، خصوصاً في ظل انتقادات محلية ضد مجلس المحافظة. وقال ضابط كبير في الجيش العراقي في الموصل ل «الحياة» إن «قوات الأمن العراقية اتخذت الاستعدادات لحفظ الأمن في المدينة بعد تحريرها بالكامل، وأتوقع أن نحتاج إلى أسابيع لتحقيق ذلك قبل تسليمها إلى قوات الشرطة المحلية والإدارة المحلية كما حصل في الساحل الشرقي للموصل». وأضاف أن «مسلحي التنظيم الموجودين، يقدر عددهم بالعشرات، أصبحوا محاصرين بين فكي كماشة قرب ضفة نهر دجلة، وفشل عدد منهم في الهروب عبر ضفة النهر إلى الجانب الآخر من المدينة، حيث استهدفتهم قوات الأمن العراقية المنتشرة هناك». وفي شأن وجهة المعركة المقبلة بعد الموصل، قال الضابط إن هذا القرار في يد رئيس الوزراء حيدر العبادي، وحتى الآن لم تُحدد الوجهة المقبلة، «لكن على الأرجح ستكون بلدة تلعفر التي تعتبر أكبر مساحة من الموصل ويتجمع فيها كبار قادة التنظيم». وتخضع تلعفر لحسابات سياسية معقدة إذ ترفض تركيا مشاركة قوات «الحشد الشعبي» الشيعية في معركة استعادتها، وتهدد بإرسال قواتها إلى هناك إذا تدخل «الحشد»، وذلك لوجود قومية تركمانية كبيرة في المدينة. وأعلن قائد الحملة العسكرية لمعركة الموصل، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله أمس، تحرير باب الطوب وسوق الصاغة وشارع النجفي في مدينة الموصل القديمة، من قبل قوات الشرطة الاتحادية التي أكملت المهمات المنوطة بها في المعركة. أوضح تقرير أصدره «التحالف الدولي» الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد «داعش» أن ما لا يقل عن 600 مدني قتلوا في ضربات للتحالف في العراق وسورية منذ بداية الحملة في آب (اغسطس) 2014. وأشار التقرير إلى أن ضربات التحالف قتلت من دون قصد هؤلاء المدنيين، وأن نصفهم تقريباً قُتل في الموصل أو قربها، مؤكداً أن التحالف دائماً «يتخذ كل الاحتياطات الممكنة، ويتماشى قرار شن الضربة مع قوانين النزاع المسلح (الدولية)». كما أعلن مبعوث «التحالف الدولي» إلى العراق، بريت ماكورك، في مؤتمر صحافي أمس، أن «الأسبوع المقبل سيشهد مؤتمراً للتحالف الدولي لمناقشة المرحلة المقبلة، ما بعد هزيمة داعش في الموصل». وأضاف أن «العراقيين يشيدون بدور التحالف الدولي في مساعدة العراق، لكن الإعلان عن تحرير الموصل يعود إلى الحكومة العراقية. أما التفكير في تحرير تلعفر فيعتبر خطوة مهمة، ونحن مستعدون لمساعدة العراق في تحرير أراضيه، بما فيها تلعفر. لكن القيادة العسكرية العراقية هي التي لها القرار في دعوة التحالف للمشاركة». وقال: «لا نستطيع مقاتلة داعش بالصواريخ، وقد يستغرق قتال التنظيم بعض الوقت، وحكومة العراق تحاول تأمين حدودها السيادية، ونحن نعمل على مساعدة العراق في تأمين حدوده».