أدرجت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) أمس، البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي، في خطوة أشاد بها الفلسطينيون وندّدت بها إسرائيل. وقالت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة إن نتائج التصويت كانت «12 دولة مع القرار وثلاث ضده، وامتناع ست دول عن التصويت». ووصفت القرار بأنه «انتصار كبير». ورأت أن «الخليل تستحق أن تكون تراثاً عالمياً، فهي مدينة يعود تاريخها إلى ستة آلاف سنة. بلدة الخليل القديمة والحرم الإبراهيمي قيمة عالمية مميزة». وتابعت: «عندما يكون أي موقع على لائحة التراث العالمي، فهذا معناه أن مسؤولية «يونيسكو» هي الحفاظ على هذا الموقع وعمل كل ما يلزم من أجل ذلك. هذا يسهل عمليات توفير مشاريع للترميم والتأهيل ويستقطب أعداداً كبيرة من السياح». وأضافت: «نحاول العمل على ملفات تستحق، وهناك العديد من المواقع تستحق. الملف المقبل مدينة أريحا... كانت معركة حقيقية. كان الوضع صعباً. نبارك لفلسطين عامة ولأهالي الخليل خاصة هذا الانتصار الذي لم يكن سهلاً واحتاج إلى الكثير من العمل». وندد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفيلين على «تويتر» بالقرار بقوله: «يبدو أن اليونيسكو مصممة على ترويج الأكاذيب المعادية لليهود، ولكنها تلتزم الصمت حين يقوم المتطرفون المسلمون بتدمير تراث المنطقة». واتهم الفلسطينيون إسرائيل والولايات المتحدة بالضغط على «اليونيسكو» لثنيها عن التصويت على قرار إدراج الخليل على لائحة التراث العالمي. واعتبر وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي التصويت «نجاحاً لمعركة دبلوماسية خاضتها فلسطين على كل الجبهات في مواجهة الضغوط الإسرائيلية والأميركية على الدول الأعضاء». وأضاف: «على رغم الحملة الإسرائيلية المحمومة وإشاعة الأكاذيب وتزييف الحقائق حول الحق الفلسطيني، إلا أن العالم أقرّ بحقنا في تسجيل الخليل والحرم الإبراهيمي تحت السيادة الفلسطينية وعلى لائحة التراث العالمي». وأضاف: «إن احتلال إسرائيل دولتنا لا يمنحها سيادة على أي بقعة من أرضنا بأي شكل من الأشكال». ويسكن في البلدة القديمة في الخليل، الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة بموجب اتفاقات ملحقة باتفاق أوسلو الموقت للسلام، مئات المستوطنين وسط حوالى 40 ألف فلسطيني. وتعتبر إسرائيل الحرم الإبراهيمي، الذي يضم وفق المعتقدات اليهودية رفات النبي إبراهيم وزوجته سارة وابنيهما إسحق ويعقوب وزوجتيهما ليقا ورفقا، موقعاً مقدساً يؤدي اليهود فيه طقوساً دينية. وعملت الحكومة الإسرائيلية عام 1994، بعدما قتل مستوطن يهودي 29 مصلياً فلسطينياً في الحرم، على تقسيمه بين اليهود والمسلمين. ويحتاج دخول الحرم الإبراهيمي إلى المرور عبر بوابات حديد والعديد من نقاط التفتيش الإسرائيلية.