أدرجت «منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة» (يونيسكو) اليوم (الجمعة)، البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي في خطوة أشاد بها الفلسطينيون وندد بها الاحتلال الإسرائيلي. وقالت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة في اتصال هاتفي مع «رويترز»، إن نتائج التصويت كانت «12 دولة مع القرار وثلاث دول ضد، وامتنعت ست دول عن التصويت». ووصفت القرار بأنه «انتصار كبير». واعتبر وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي التصويت «نجاحاً لمعركة ديبلوماسية خاضتها فلسطين على الجبهات كافة في مواجهة الضغوطات الإسرائيلية والأميركية على الدول الأعضاء». وتعقد «لجنة التراث العالمي» اجتماعها الحالي في بولندا في الفترة من 2 إلى 12 تموز (يوليو) الجاري. وقالت معايعة «الخليل تستحق أن تكون تراثاً عالمياً، فهي مدينة يعود تاريخها إلى ستة آلاف عام. بلدة الخليل القديمة والحرم الإبراهيمي قيمة عالمية مميزة». وتابعت «عندما يكون أي موقع على لائحة التراث العالمي، هذا معناه أن مسؤولية يونيسكو الحفاظ على هذا الموقع وعمل كل ما يلزم من أجل ذلك... هذا يسهل عمليات توفير مشاريع للترميم والتأهيل ويستقطب أعداداً كبيرة من السياح». وأضافت «نحاول العمل على ملفات تستحق، وهناك العديد من المواقع تستحق. الملف القادم مدينة أريحا». وندد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفيلين على «تويتر» بالقرار، وقال «يبدو أن يونيسكو مصممة على ترويج الأكاذيب المعادية لليهود ولكنها تلتزم الصمت حين يقوم المتطرفون المسلمون بتدمير تراث المنطقة». واتهم الفلسطينيون الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة بالضغط على «يونيسكو» لثنيها عن التصويت على قرار إدراج الخليل على لائحة التراث العالمي. وقالت وزيرة السياحة والآثار «كانت معركة حقيقية. كان الوضع صعباً. نبارك لفلسطين عامة ولأهالي الخليل خصوصاً هذا الانتصار الذي لم يكن سهلاً واحتاج الكثير من العمل من أجل الوصول إلى هذا النصر». وقال المالكي في بيان صحافي «على رغم الحملة الإسرائيلية المحمومة وإشاعة الأكاذيب وتشوية وتزييف الحقائق حول الحق الفلسطيني إلا أن العالم أقر بحقنا في تسجيل الخليل والحرم الإبراهيمي تحت السيادة الفلسطينية وعلى لائحة التراث العالمي». وأضاف «إن احتلال إسرائيل لدولتنا لا يمنحها سيادة على أي بقعة من أرضنا بأي شكل من الأشكال». ويسكن في البلدة القديمة في الخليل الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة بموجب اتفاقات ملحقة باتفاق أوسلو الموقت للسلام مئات المستوطنين وسط ما يقرب من 40 ألف فلسطيني. وتعتبر سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي، الذي يضم حسب المعتقدات رفات النبي إبراهيم وزوجته سارة وابنيهما إسحق ويعقوب وزوجتيهما ليقا ورفقا، موقعاً مقدساً لليهود الذين يؤدون طقوساً دينية فيه. وعمل الاحتلال الإسرائيلي بعد العام 1994، بعدما قتل مستوطن يهودي 29 مصلياً فلسطينياً في الحرم، على تقسيمه بين اليهود والمسلمين. ويحتاج الدخول إلى الحرم الإبراهيمي المرور عبر بوابات حديد ونقاط تفتيش عدة للاحتلال.