واشنطن - «نشرة واشنطن» - تمثل إضاءة الشوارع بواسطة الطاقة الشمسية في كابول بالنسبة إلى المواطن أجمل خان زادران دلالة على التقدّم، وصورة لمستقبل أفضل لنجله الصغير، الذي أوضح أن إضاءة الشوارع ستعمل على الحد من الجرائم، حيث سيكون بمقدور الناس أن يتجولوا خارج دورهم حتى ساعة متأخرة من الليل، وستبدو كابول كمدينة طليقة الحركة وعصرية. ولغاية تاريخه، أنفق سلاح الهندسة التابع للجيش الأميركي مبلغ 160 ألف دولار لتركيب 28 مصباح إضاءة على طول شارع تجاري مزدحم في العاصمة الأفغانية كابول العام الماضي، كما أن 170 مصباحاً تعمل بالطاقة الشمسية ستركب خلال الشهور المقبلة بتكلفة إجمالية 1.6 مليون دولار. ويمول المشروع قائد «برنامج النجدة الطارئة» التابع لسلاح الهندسة الأميركي، الذي يستهدف مشاريع تعود بالنفع المباشر على السكان المحليين. وساعدت «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» ووزارة الخارجية الأميركية في تحقيق هذا المشروع وعمدة كابول، محمد يونس نوانديش، الذي يسعى إلى استنهاض التطوّر الاقتصادي لوسط مدينته. ويذكر أن نسبة 20 في المئة فقط من شوارع كابول التي تضم 4.5 مليون نسمة كانت مضاءة، حين بوشر بتنفيذ مشروع الإضاءة بالطاقة الشمسية. وكانت الإضاءة الرديئة والخافتة أعاقت النشاط في الأحياء التجارية، لأن السكان كانوا يخشون الخروج بعد مغيب الشمس في الظلمة، أما شبكة المدينة الكهربائية فهي توفر خدمة إنارة متقطعة. وجعلت الحرب وانعدام الاستثمارات على مدى عقود من الزمن كابول من دون وسائل راحة تنعم فيها عواصم كثيرة عالمياً، وتعتبرها تحصيل حاصل. وتبيّن أن الإضاءة بالطاقة الشمسية كانت مناسبة للمدينة، بحسب ستيف دانر، الضابط المكلف في سلاح الهندسة لمدينة كابول، الذي قال: «يتمتع سكان كابول ب 300 يوم مشمس سنوياً، ولهذا كان من المنطقي أن نختار الطاقة الشمسية لإضاءة الشوارع». وكل عمود إضاءة مجهّز بلوحة شمسية وبطارية «ليثيوم» مستترة داخل صندوق موصد، خوفاً من السرقة، كما أن المقاول الذي رسا عليه العقد لإنشاء المرحلة الأولى من المشروع، وهو شركة «خدمات الطاقة المستدامة - أفغانستان» النيوزيلندية، درّب موظفي بلدية كابول للمساعدة في صيانة المصابيح. ويتمثل جزء من مهمتهم تسلّق أعمدة الإضاءة لإزالة الغبار عن اللوحات. وأوضح دانر: «انها المرة الأولى التي يجرى فيها تركيب لوحات شمسية بهذه المواقع المغبّرة، وهو شيء سيتعين علينا رصده».