تواصلت الهزات الأرضية الخفيفة في مدينة العيص وقراها، إذ سجلت محطات الرصد الزلزالي خلال اليومين الماضيين عدداً من الهزات كانت أقصاها 2.8 درجة على مقياس ريختر، الأمر الذي أجبر هيئة المساحة الجيولوجية على عدم الاستعجال في اتخاذ قرار عودة سكان المدينة النازحين. وفي غضون ذلك، كشف مصدر في الدفاع المدني أمس ل «لحياة» عن نقل آخر أربع أسر سعودية من مخيم الإيواء في الفقعلي إلى الشقق المفروشة في ينبع، مؤكداً «أن عودة الأهالي إلى منازلهم في العيص مرهون بتقارير هيئة المساحة الجيولوجية، حينما يتبين أن النشاط البركاني في طريقه إلى الخمول، وأن غاز «الرادون» الذي يخرج بفعل النشاط البركاني إلى الزوال». وفي سياق متصل، نفذت إدارة التربية والتعليم للبنات في ينبع ممثلة في قسم التدريب التربوي ووحدة الأمن والسلامة أول من أمس عدداً من الدورات التدريبية لتوعية وتدريب منسوبات الإدارة والمدارس حول مخاطر الزلازل والبراكين وكيفية مواجهتها. وأوضحت المشرفة المنسقة لبرامج الدفاع المدني عائشة عيسى فهيم، أن تنفيذ هذه الدورات يأتي في إطار التنسيق المشترك بين إدارتي تعليم البنات والدفاع المدني، نظراً إلى أهمية نشر الوعي بين الموظفات والطالبات في المدارس، خصوصاً بعد ما شهدته المنطقة أخيراً من أحداث. وأضافت أن عقد مثل هذه البرامج التدريبية يهدف إلى طمأنة العاملات في حقل التعليم والطالبات حول النشاط الزلزالي، مشيرة إلى مشاركة أكثر من 60 متدربة من معلمات ومديرات المدارس والإداريات والمشرفات في الدورات التدريبية. إلى ذلك وعلى مساحة تزيد على 250 ألف متر مربع، انتشرت أعداد كبيرة من الآليات والمعدات الثقيلة المجهزة وتموضعت وسط عباب الصحراء المطلة على محافظة أملج وحرة الشاقة، للتدخل السريع عند الضرورة، فيما انتشرت في الموقع نفسه مراكز الإيواء التي نصبت داخلها أكثر من 150 خيمة، لتتحول المساحات الشاسعة من الصحراء إلى منطقة سكنية هيأت فيها الجهات المسؤولة الخدمات الضرورية «من تكييف وإضاءة ودورات مياه»، عدا ما يقدم لسكانها من وجبات غذائية ومياه باردة على مدار الساعة، فباتت المنطقة الصحراوية «في غمضة عين» مدينة تنبض بالحركة والحياة. وتحول رجال الأمن من قوات الطوارئ الخاصة في الدفاع المدني إلى جار يحرس أسر النازحين من مساكنهم، بعد أن دخلوا حالاً من الجاهزية القصوى للتدخل وإنقاذ المحتجزين تحت الأنقاض إذا ما ضربت هزة أرضية المنطقة، خصوصاً وأن الفرق الموجودة هناك متخصصة ومجهزة بأحدث الآليات والمعدات التي تستخدم في هذا المجال. وكشفت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن فرق الطوارئ الخاصة الموجودة في الموقع جاءت من منطقة الرياض لمساندة عناصر مديرية الدفاع المدني في منطقة تبوك. بعد صدور توجيهات المدير العام للدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري بتحرك تلك الفرق مع بداية حدوث الهزات الأرضية في مناطق أملج والعيص. وقال مدير الدفاع المدني في منطقة تبوك العميد سليمان الحويطي ل «الحياة»: «إن المؤشرات وفق تقارير هيئة المساحة الجيولوجية تعتبر جيدة، إذ بدأ المواطنون العودة إلى حياتهم الطبيعية، وباتوا يتنقلون بشكل طبيعي، إلا أن وجودهم في تلك المخيمات يعتبر نوعاً من الاحتياطات الاحترازية للحفاظ على الأرواح حتى تعود الأوضاع إلى ماكانت عليه في السابق». وأشار إلى أن المخيمات التي أعدت لإجلاء السكان وفرت فيها جميع الخدمات اللازمة، كما تقدم لهم الإعاشة المميزة، موضحاً أن غالبية السكان يمضون أوقاتهم ويمارسون أعمالهم بشكل اعتيادي قبل أن يعودوا إلى المخيمات في المساء للخلود إلى النوم. فيما أكد قائد قوات الطوارئ الخاصة في المديرية العامة للدفاع المدني العقيد مستور عايض الحارثي ل «الحياة» أن القوة المرابطة متخصصة ومدربة تدريباً علمياً وعملياً ممتازاً، وتخصص عناصرها في التعامل مع حوادث الانهيارات للمباني والمواد الخطرة، مشيراً إلى توجيه قوة الطوارئ التابعة للدفاع المدني في منطقة مكة إلى ينبع لمساندة فرق العيص، أما فرقة منطقة الرياض فوجهت إلى محافظة أملج لمساندة فرق تبوك. ولفت الحارثي إلى دعم قوة الطوارئ الخاصة بعدد كبير من الأفراد والضباط الاختصاصيين في حوادث الانهيارات والمواد الخطرة. وقال: «من المتوقع وصول عدد من الضباط والأفراد بعد شهر للانضمام إلى زملائهم في قوة الطوارئ الخاصة بعد انتهاء تدريبهم حالياً في الولاياتالمتحدة الأميركية. وأضاف: «منذ بداية الهزات الأرضية في المنطقة صدرت توجيهات النائب الثاني وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني الأمير نايف بن عبدالعزيز بمساندة الفرق الموجودة في أملج والعيص والمناطق التي تعرضت للهزات، وتم التنسيق مع القوات الجوية لنقل رجال قوة الطوارئ الخاصة والمعدات لقوة الدفاع المدني في الرياض، وجرى إعداد محضر مشترك ونقلت القوة إلى ينبع ومنها إلى أملج». وكشف عن «وجود تنسيق من خلال غرف العمليات المشتركة والخط الساخن متى ما دعت الحاجة إلى نقل قوات إضافية للمنطقة، إذ لا تزال القوات في منطقة عسير التي استدعت الأمطار والسيول المنهمرة على منطقة جازان بقاءها هناك في حال استعداد قصوى، وسيتم استدعاؤها عند الحاجة، مع قوة المنطقة الشرقية التي ظلت في قواعدها نظراً لأهمية المنطقة، إلا أنها دخلت هي الأخرى حال استعداد تحسباً لأي طارئ».