شنت مصابات بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) هجوماً لاذعاً على الإعلام متهمات إياه باستغلالهن كمتعايشات مع المرض في الترويج لنفسه، بهدف كسب الرأي العاموفي بادرة «جريئة» للمصابين ب«فيروس» الإيدز في جدة، اعتلت مصابتان أمس (الإثنين) منبر اللقاء المفتوح أمام حضور 300 مشارك من دون خوف، لتكشفا لهم معايشتهما للمرض وطرق إصابتهما، وعن تعامل المجتمع ودفعه لهما إلى محاولة الانتحار، مشيدتان ببعض الجهات التي ساندتهما نفسياً واجتماعياً ومادياً وكان لها الأثر الأكبر في خروجهما من المعاناة. وفي الوقت الذي ساقت فيه المصابات اتهامات لوسائل الإعلام باستغلالهن والترويج لقصصهن في منابر الإعلام، وتشويه سمعتهن داخل المجتمع وإلصاق العار بهن ببعض العبارات داخل المقالات، لم ترق هذه الاتهامات للإعلاميين المشاركين في اللقاء، إذ طالبوا مسؤولي برنامج مكافحة الإيدز في المملكة بتمكينهم من المعلومة الصحيحة من دون قيود لتوصيل الرسالة الإعلامية التوعوية الصحيحة. وقالت أم ياسر «إنها أصيبت من طريق زوجها بالمرض قبل ثماني سنوات، وكانت نفسيتها محطمة، وبفضل مستشفى الملك سعود والجمعية السعودية للإيدز فيما بعد انتقلت من حالها السيئة إلى وضعها الطبيعي، خصوصاً بعد إنجابها طفلة غير مصابة»، محملة الإعلام مسؤولية تصحيح وضعهم داخل المجتمع من مبدأ الأمانة الإعلامية حتى يستطيعوا التعايش مع المجتمع بشكل طبيعي. وجاء في إجابتها على مداخلة من الإعلاميين حول كيفية علاقتها بأسرتها أثناء الإصابة: «كنت مع أسرتي في بادئ الأمر غير متفهمين للوضع وبعد خضوعنا لجلسات نفسية من مختصين في مستشفى الملك سعود عادت الأمور إلى مجراها الطبيعي بعد فترة من الزمن»، وحول علاقتها بالمجتمع المحيط بها بعد إصابتها أكدت أم ياسر أن تفهمه للقضية لا يزال بطيئاً وبحاجة إلى وقفة إعلامية جادة من قبل وسائل الإعلام لتوعية المجتمع، ومساعدتهم لنا حتى نستطيع التعايش مع المجتمع. وكشفت أم يوسف، أصابتها أيضاً قبل 10 أعوام، وكانت محطمة في البداية إلى درجة إقدامها على الانتحار للتخلص من «وصمة العار» بسبب نظرة المجتمع والتعامل القاسي الذي وجدوه من المجتمع، مضيفة أن الحال اختلف اليوم بمجهود الجمعية السعودية للإيدز والمستشفى سابقاً إذ تقدم العلاج بشكل كبير في العالم، وبالنسبة لي خفضت نسبة «الفايروس» في الجسم إلى الصفر وأصبحت أمارس حياتي بشكل طبيعي وخصوصاً بعد إنجابي طفلاً.. وفيما أوضحت أنها لا تذكر نفسها مصابة إلا عندما تحضر إلى موعد مراجعة لفحص «الفايروس» أما عندما تعود إلى أسرتها ومجتمعها فتمارس حياتها بشكل طبيعي، لم تخف أم يوسف أنها تعرضت إلى حال نفسية محطمة فكرت معها في الإقدام على الانتحار خصوصاً وأن أسرتها لم تكن تعرف هذا المرض إلا «وصمة عار»، لذلك أغلقت الأبواب أمامي من كل الاتجاهات حتى وجدت الانتحار هو الحل الأمثل لحالي. وحول من استغل أمثالها وروج لقصصهن داخل المجتمع، قالت أم يوسف: «نعم للأسف هناك إعلاميون في وسائل إعلامية مختلفة استغلوا قصصنا داخل المجتمع، وتسولوا بنا على الشاشات ولم نجن منهم شيئاً، بدلاً من مساعدتنا في التخلص من نظرة المجتمع. وتواصلت أمس جلسات الورشة التدريبية للفئات الفنية والإعلامية من أجل التفاعل الإيجابي مع قضايا الإيدز التي تختتم اليوم (الثلثاء) في جدة، بجلسة بعنوان «المعايير والأصول الإعلامية والإيدز»، حمّل فيها الدكتور حسن الخضيري الإعلاميين والمسؤولين مسؤولية تفعيل برامج التوعية بالإيدز وتقديم معلومات صادقة للمجتمع. وتخللت الجلسات محاضرة عن «أساسيات التغطية الصحافية الفعالة للمواضيع ذات الصلة بالإيدز»، تخللها نقاش مفتوح عن الإيدز وأهداف الألفية العالمية، وكيفية اتخاذ القرار، وإجراء تمارين قيادية في مكافحة «فايروس» الإيدز.