نيابة عن مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، افتتح مدير مركز المعلومات الوطني في وزارة الداخلية الأمير بندر بن عبدالله بن مشاري أمس، الملتقى العلمي «دور الإنترنت في محاربة الإرهاب والتطرف»، الذي تنظّمه جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية، بالتعاون مع وزارة الداخلية وفريق مكافحة الإرهاب في الأممالمتحدة، والمركز العالمي لمكافحة الإرهاب في الولاياتالمتحدة الأميركية، ووزارة الخارجية الألمانية، الذي يستمر يومين في مقر الجامعة في الرياض. ويناقش المنتدى على مدى اليومين المقبلين، مجموعة من الأوراق العلمية، تتناول الدور الإعلامي للمراسلين والوسائل المناسبة لتسليم الرسالة، ودور الدولة والمجتمع، واهتمامات حقوق الإنسان في مكافحة الإرهاب، والمبادرات الوطنية والإقليمية تجاه مواجهة الظاهرة، والجهود والإنجازات المحلية والإقليمية والدولية في مكافحة الإرهاب، والمبادرات والأفكار الجديدة لمكافحة ظاهرة الإرهاب عن طريق الإنترنت، ودور الأممالمتحدة، ومدى التعاون مع الجهات الأخرى، إضافة إلى موائد عمل مستديرة للمناقشة خلال اليوم الأخير. ويشارك في أعمال الملتقى وفود من المختصين في مكافحة الإرهاب من الأردن والإمارات والبحرين والجزائر والمملكة العربية السعودية وعمان وقطر ولبنان ومصر والولاياتالمتحدة الأميركية وإسبانيا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وكندا والنروج وهنغاريا وفرنسا وإيطاليا وتركيا وسنغافورة واليابان وإندونيسيا والسويد وبريطانيا وباكستان والصين والهند وأفغانستان، إضافة إلى أمانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي. من جهة أخرى، أوضح رئيس فريق الأممالمتحدة المعني بمكافحة الإرهاب ريتشارد باريت، أن الإنترنت يعد وسيلة إعلام قوية، ومن المستحيل من وجهة نظره، إيجاد تشريع من شأنه أن يحول دون إمكان استخدام الإنترنت للمساعدة في العنف أو الإرهاب، إضافة إلى صعوبة القيام بهذا المنع تقنياً، مشيراً إلى أنه من الصعب تحديد أماكن عدد كبير من مستخدمي الإنترنت في وقت معين. وقال باريت إن ما يجب علينا فعله هو استخدام الإنترنت بشكل إيجابي قادر على إيصال رسائل قوية معادية للإرهاب إلى المستخدمين أنفسهم، الذين يستطيع الإرهابيون الوصول لهم عبر هذه الوسيلة الإعلامية المهمة، كما لا يصعب على المجتمع الدولي أن يستخدم الإنترنت في فتح حوارات إيجابية مع المستخدمين، لتعريفهم أكثر بمدى شناعة الإرهاب والعنف، وهكذا سنجعل الإنترنت مكاناً يتم تحدي الإرهابيين من خلاله، وكسب مزيد من التعاطف الشعبي ضد الإرهاب. وأشار رئيس فريق الأممالمتحدة المعني بمكافحة الإرهاب إلى أن الإرهابيين أذكياء جداً، خصوصاً في ما يتعلق باستهدافهم الأشخاص الذين يعانون في الغالب من مشكلات شخصية، كمعاناة البطالة والتهميش، أو أي نوع آخر من أشكال الاجتماعي والإحباط، إذ يأتون إليهم ويقنعونهم بأن مشكلاتهم ليست شخصية، بل مشكلة فساد عالمية يعاني منها الكثير غيرهم، ويصورون لهم أن الانضمام إلى الجماعة الإرهابية هو الطريق الأفضل لتغيير هذا الواقع، لأن المشكلة سياسية، وحلها يجب أن يكون من خلال الجماعة، وهذه طريقة مجدية لاستقطاب بعض مستخدمي الإنترنت، حتى يكونوا مجموعة مقتنعة بهذه الأفكار، التي تصبح عصية على التغيير في وقت لاحق، وما نحاول أن نفعله وننصح به هو أهمية الوصول لهذه الفئة من المستخدمين قبل أن يصل إليهم الإرهابيون، ونقنعهم بأن الإنسان متى ما أراد أن يكون له حضور في مجتمعه، فهناك الكثير من الأمور الإيجابية التي يستطيع فعلها. وحول نظرته إلى التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب قال باريت: «السعودية في المقدمة، ليس في نجاحها في مكافحة الإرهابيين فحسب، وإنما في معرفة لماذا أصبحوا إرهابيين، من خلال برامج إعادة التأهيل والمناصحة، وهذه الطريقة قادت إلى مستوى مرتفع من تغيير قيم الإرهاب لدى معتنقيها، كما أن السعودية مدركة جداً لقوة وتأثير شبكة الإنترنت، لذا فالسعودية لديها خبرة كبيرة، وفعلت ما لم تفعله أية دولة أخرى، ونحن موجودون هنا من أجل الاستفادة من تجربة السعودية في هذا المجال ومناقشة المفيد فيها، وما يمكن الاستفادة منه في مجتمع آخر».