قاطع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، في حالة غضب شديد، خطاباً ألقاه نقيب المحامين متين فايز أوغلو خلال مراسم قضائية في أنقرة، واتهمه بأنه «وقح» بسبب حديثه الطويل مما ينبغي، قبل أن يخرج من القاعة. وأظهر ذلك استمرار احتدام التوتر بعد الانتخابات البلدية المتنازع عليها التي أجريت في آذار (مارس) الماضي، وفي ظل تكهنات بأن أردوغان سيخوض السباق الرئاسي في آب (أغسطس) المقبل. وصارح أردوغان لدى تشكيك فايز أوغلو في أداء الحكومة بعد الزلزال الذي ضرب محافظة فان (جنوب شرق) في 2011: «أنت تتحدث بالأباطيل. كيف يمكن وجود وقاحة في هذا الشكل»؟، فيما رفض فايز أوغلو لدى وقوفه على المنصة التوقف عن الكلام. أبدى أردوغان استياءه من مخالفة فايز أوغلو الذي سبق ان انتقد ملاحقة خصوم اردوغان السياسيين جنائياً، البروتكول بحديثه لمدة ساعة، ثم غادر القاعة. والشهر الماضي، ندد رئيس المحكمة الدستورية هاشم قليج، في خطاب ألقاه بحضور اردوغان، بالانتقادات السياسية «المفرطة» للمحكمة، لكن رئيس الوزراء ظل صامتاً، ثم قال لاحقاً بأن كلمات قليج أحزنته. وخلال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي عام 2009، غادر اردوغان المسرح بعد خلاف مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس، ما أحدث انقساماً بين الجانبين لا يزال قائماً حتى اليوم. ولم يعلن أردوغان الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات عزمه الترشح للرئاسة حتى الآن، لكن اهتمامه بالمنصب الشرفي واضح بعد عام صعب واجه خلاله أكبر احتجاجات معادية للحكومة منذ عقود بسبب ما يراه البعض استبداداً منه، وبعد فضيحة فساد طاولت أفراداً في أسرته ووزراء. وافق البرلمان الاثنين الماضي على تشكيل لجنة تحقيق في فضيحة الفساد، لكن منتقدين حذروا من أن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم بزعامة اردوغان سيستخدم غالبيته البرلمانية لإملاء نتيجة التحقيق. وكان اردوغان واجه الفضيحة بحملة تغييرات واسعة في دوائر الشرطة والقضاء اللذين اتهمهما بالتدخل في السياسة.