انفير (بلجيكا) - أ ف ب - نظّم مركز «أموز» الفني في مدينة أنفير البلجيكية حفلة للموسيقى الصوفية بعنوان «سفر ابن عربي»، أحياها كل من عازف العود والمغني الفلسطيني منعم عدوان، وعازف الايقاع السوري سمير حمزة، وعازف الكمان الفلسطيني صفوان كناني، وجميعهم موسيقيون مقيمون الآن في فرنسا. وعلى رغم أن الفرقة قدمت قصائد للشاعر الصوفي ابن عربي، لكن الموسيقى التي حملت تلك القصائد جاءت عبر ألحان معاصرة، حملت تأثيرات موسيقية مختلفة، منها الفولكلور الشرق أوسطي، والتراتيل والترانيم الكنسية وغيرها، من دون أن تعتمد على الايقاع المتكرر والمتصاعد الذي تتّسم به الموسيقى الصوفية التقليدية. لا يخفي عدوان (1970) الذي عزف وغنى ولحن القصائد، ابتعاده من التقاليد الموسيقية الصوفية. ويقول: «لست ضد التقاليد الصوفية، لكنني لا أحب أن أكرر نفسي»، لافتاً إلى أنه عندما يلحن «كأنني أحكي بكل لغات العالم، حتى مع نفسي أحاول تدويل موضوع الموسيقى». ويوضح: «شربت من كل الموسيقى العالمية، لذلك الألحان التي تخرج من داخلي تتداخل فيها كل مكونات مخزوني الموسيقي». بعض القصائد التي غناها عدوان، جاءت بلحن جعلها أقرب إلى أغنية شعبية، وذلك لم يكن بعيداً من إدراك من حضروا الحفلة. لم تكن «طبيعة الموسيقى» الخصوصية الوحيدة التي ميزت الحفلة، فالمركز الفني الذي استضافها هو عبارة عن كنيسة قديمة (كنيسة سان أوغستين) تعود إلى 400 سنة، وهي من الكنائس التي اتجهت السلطات البلجيكية لتحويلها إلى مراكز ثقافية وفنية، وتختص بتقديم الموسيقى القديمة. وجلس الجمهور الذي ناهز الخمسمئة شخص، بين جدران المكان الذي لا يزال يحتفظ برسومه وزخارفه القديمة التي تعود إلى عصر الباروك، ورصفت صفوف الكراسي في الصالة الكبيرة التي كانت مخصصة سابقاً للصلاة، فيما تحول «المذبح» إلى منصة للعرض. تحويل الكنائس إلى مراكز فنية هو «فكرة ممتازة»، تقول فيرلا برام مديرة مركز «أموز». وتضيف: «نعطي هدفاً جديداً للكنيسة، وهذا أفضل من تركها تصبح مهملة وغير مستخدمة». يعرف الجمهور البلجيكي المغني والعازف عدوان من تجارب أخرى أيضاً، إذ سبق وقدم مشروعاً موسيقياً آخر قائماً على تلحين قصائد للشاعر محمود درويش. وعلى رغم تأكيده أن الموسيقى الصوفية وتلحين قصائد درويش، هما مشروعان مختلفان، لكنه يشير الى أن المشروعين «يتقاطعان». يفيد عدوان: «عندما أتجه إلى ابن عربي واتجه إلى درويش، أجد تشابهاً كبيراً بينهما... فكرياً أشعر أن درويش قريب إلى الصوفية، بل أكاد أجزم أنه صوفي».