أعدّت إسرائيل استقبالاً حافلاً لرئيس وزراء الهند نارندرا مودي الذي يصل اليها اليوم في زيارة هي الأولى لرئيس حكومة هندية للدولة العبرية منذ إقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين قبل ربع قرن. وكرّس رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو جزءاً من كلمته في افتتاح اجتماع حكومته الأسبوعي ليعلن ترحيبه ب «صديقي مودي الذي يقوم بزيارة تاريخية وأولى لرئيس حكومة هندية منذ 70 عاماً»، مضيفاً من باب تقدير مكانة الضيف أنه سيرافقه في محطات زيارته «احتراماً لزعيم أكبر دولة ديموقراطية في العالم». وأردف ان هذه الزيارة ستعزز العلاقات المتينة بين البلدين في عدد من المجالات الأمنية والزراعية والمياه والطاقة». وأقرت الحكومة، لمناسبة الزيارة، اتفاق تعاون تكنولوجي بقيمة 70 مليون دولار، وإقامة صندوق مشترك لتشجيع الشركات التجارية في البلدين، وتوسيع التعاون الأكاديمي وخلق تعاون بين وكالات الفضاء و»السايبر» وفحص سبل رفع عدد السياح من الهند لإسرائيل، معتبرة ان «كل هذا يعكس مكانة إسرائيل في العالم التي تتعزز باستمرار في السنوات الأخيرة بقدر ما نحن نعزز دولتنا... والعلاقات تتعزز في شكل غير مسبوق مع الهند التي تتمتع باقتصاد هو أحد الأقوى في العالم، وأمامنا تحديات مشابهة على مستويات عديدة». ولا تخفي إسرائيل ارتياحها لقرار الضيف عدم شمل السلطة الفلسطينية بزيارته، كما يفعل غالبية قادة العالم، وتكريسها لإسرائيل وحدها، «ما يؤكد تغير السياسة الهندية في السنوات الأخيرة كما انعكس في توقفها عن التصويت التلقائي ضد إسرائيل في الأممالمتحدة ومؤسسات دولية أخرى». واستذكرت أوساط سياسية أن الهند كانت على مدار عقود من اشد الدول المناصرة للفلسطينيين، والدولة غير العربية الأولى التي تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية، وأعربت عن دعمها المتواصل لحق الفلسطينيين في دولة مستقلة، ولا تزال تدعم هذا الحق، «لكن من خلال سياسة متوازنة وليست معادية لإسرائيل». وتعتبر إسرائيل الزيارة «نقطة الذروة» في التقارب مع الهند الذي بدأ يتعزز مع انتخاب مودي رئيساً للحكومة قبل ثلاث سنوات. وتتوقع أن يتلقى نتانياهو دعوة لزيارة الهند، ليكون ثاني رئيس حكومة يزورها بعد آريئل شارون عام 2003. وحتى قبل فترة وجيزة، انحصرت العلاقات بين الهند وإسرائيل بالتصدير الأمني من الدولة العبرية إلى الهند، ولم تكن على الملأ. وبلغت ذروتها قبل شهر بإبرام صفقة جديدة هي أكبر صفقة تصدير تبرمها الصناعات العسكرية الإسرائيلية في تاريخها بقيمة بليوني دولار، لتزويد الهند منظومات دفاع جوية. لكن السنوات الأخيرة شهدت أيضاً اتساع نطاق التعاون في مختلف المجالات. ووفق أرقام وزارة الاقتصاد والصناعة، فإن حجم التجارة بين الدولتين الذي بدأ بمئتي مليون دولار عند إقامة العلاقات بين البلدين عام 1992، بلغ نهاية العام الماضي 4.17 بليون دولار. وتأتي الهند في المرتبة التاسعة بين أكثر الدول التي تستورد من إسرائيل. وقالت مصادر سياسية إسرائيلية ان تل أبيب تريد من الزيارة تأكيد أوجه تعاون مدني واقتصادي واجتماعي قوي بين البلدين، فضلاً عن الوجه الأمني القوي المعروف منذ سنوات. ونشرت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي شريط فيديو دعائياً لإسرائيل أنتجته ونشرته وزارة الخارجية الهندية يحمل إشادة مودي ب «الشراكة القوية بين مجتمعينا، والحضارة والتاريخ القديمين لكل من بلدينا». ويهلل الفيديو ل «التكنولوجية الإسرائيلية في مجالات عدة، منها الزراعة والري واستثمارها الذي لا يثمَّن في هذا المجال في الهند»، مبيناً تضاعف حجم التجارة بين البلدين بنسبة 2000 في المئة خلال ربع قرن من العلاقات بينهما.