أحدثَ قرار وزارة الدفاع في الهند مقاطعة الصناعات العسكرية الإسرائيلية في السنوات العشر المقبلة صدمةً في أوساط المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي أشارت إلى أن الخسائر من هذا القرار قد تصل الى بلايين الدولارات فضلاً عن تأثيره في العلاقات العسكرية والأمنية بين البلدين التي توطدت في السنوات الأخيرة. وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أن وزارة الدفاع الهندية أدرجت الصناعات العسكرية الإسرائيلية ضمن «القائمة السوداء» التي تشمل ست شركات دولية تقرَر مقاطعتها لعقد من الزمن بعد أن تبين للوزارة أن هذه الشركات كانت ضالعة في دفع رشاوى كبيرة لنظيرتها الهندية لقاء الفوز بمناقصات لإبرام اتفاقات مع الهند لبيع أسلحة ومعدّات في عهد الحكومة الهندية السابقة. وأضافت ان الصناعات العسكرية الإسرائيلية (تاعس) شرعت في السنوات الأخيرة في تطوير السوق الهندية وإقامة مصانع للأسلحة، لكن العمل توقف عامين في أعقاب الاشتباه بتلقي مسؤولين هنود رشاوى من الشركة الإسرائيلية في مقابل الفوز بالمناقصة لتطوير سوق الأسلحة الهندية. واعتبرت الصناعات العسكرية الإسرائيلية هدفاً مركزياً لها وتنافست مختلف الشركات العسكرية في الدولة العبرية في المناقصات لتزويد الهند أسلحة وعتاداً عسكرياً متطوراً، وخصوصاً إقامة مصانع في الهند. عقود ببلايين الدولارات وقدّرت الشركات الإسرائيلية قدرات السوق الأمنية الهندية للعقد القريب ببلايين الدولارات. وأعلنت وزارة الدفاع الهندية الاثنين انها وضعت ست شركات تسلح على قائمتها السوداء لمدة عشر سنوات بسبب فضيحة رشوة موظف حكومي هندي. واستهدفت العقوبات اربع شركات دولية هي، اضافة الى الشركة الاسرائيلية، شركات روسية وسويسرية وسنغافورية. اما الشركتان الباقيتان فهما هنديتان. وكانت الهند جمدت عام 2009 صفقات بنحو بليون ونصف بليون دولار اميركي مع سبع شركات بعد اعتقال موظف كبير في وزارة الدفاع بتهمة قبول رشاوى من هذه الشركات. ورفضت وزارة الدفاع الإسرائيلية التعقيب على خبر المقاطعة الهندية واكتفت بالقول إنها فوجئت بالقرار الهندي بداعي أن «جلسة الاستماع» إلى ممثلي الصناعات العسكرية الإسرائيلية قبل الاقتصاص منها لم تكتمل، وأن للصناعات العسكرية حججاً قوية ضد قرار العقوبات. ويأتي قرار وزارة الدفاع الهندية في وقت تشهد العلاقات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تعاوناً غير مسبوق. وتعززت هذه العلاقات منذ أكثر من عشر سنوات حين أضحت الصناعات العسكرية الإسرائيلية أكبر مورد للجيش الهندي بأحدث الأسلحة القتالية، وقُدّر حجم المبيعات الإسرائيلية ببليون دولار سنوياً. تعاون أمني وأبرمت صفقات كبيرة لتزويد الهند طائرات تجسس من طراز «فالكون»، وطائرات هجومية من دون طيار، ومنظومات رادار متطورة تم نصبها على الحدود الهندية-الباكستانية، وأنظمة دفاع جوية متنقلة، وصواريخ بحرية مضادة للطائرات من طراز «باراك 8»، وتحديث طائرات هجومية لدى الجيش الهندي. كما تعزز التعاون بين البلدين في المجال الفضائي. كذلك تحسنت العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، وباتت الهند تدعم مواقف إسرائيل في عدد من القضايا بعكس ما كان سائداً قبل تسعينات القرن الماضي. كما شهدت السنوات الأخيرة تعاوناً وثيقاً بين البلدين تحت مسمّى «محاربة الإرهاب». وتعزز التعاون المخابراتي بينهما منذ تفجيرات ومباي قبل أكثر من ثلات سنوات وفي أعقاب الهجوم بقنبلة على سيارة ديبلوماسية اسرائيلية في العاصمة الهندية قبل نحو شهر، تسبب في اصابة زوجة الملحق الدفاعي في سفارة اسرائيل بجروح خطيرة في العمود الفقري، وسقوط اربعة جرحى آخرين. اعتقال صحافي وأعلنت الشرطة في نيودلهي أمس انها اوقفت صحافياً محلياً يدعى محمد كاظمي يعمل لمصلحة وكالة أنباء إيرانية، تشتبه في ضلوعه بالهجوم المذكور. ووجهت إليه اتهامات بالتآمر لارتكاب جرائم. واكتفى متحدث باسم الشرطة يدعى راجان باغات بالقول ان الموقوف في الخمسين من العمر، فيما ذكرت قناة «ان دي تي في» الإخبارية أن كاظمي الذي مثُل أمام محكمة محلية امس كان على اتصال بأحد المهاجمين، ولم يشارك مباشرة في الهجوم ذاته الذي قام خلاله شخص كان يركب دراجة نارية بتثبيت قنبلة في السيارة وفجّر العبوة الناسفة.