قال البيت الأبيض إن التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية كان موضوعاً رئيساً في محادثات هاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جهة، والرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي من جهة أخرى، إضافة إلى بحث قضايا تجارية. وجاء ذلك قبل اجتماعات متوقعة مع زعيمي أكبر اقتصادين في آسيا خلال قمة «مجموعة العشرين» في ألمانيا في وقت لاحق الأسبوع الجاري. وقال البيت الأبيض أمس (الأحد) عن مكالمة ترامب مع شي من منتجعه في نيوجيرسي، حيث يمضي عطلة نهاية أسبوع طويلة، إن «الزعيمان أكدا التزامهما بنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية». وأضاف «كرر الرئيس ترامب إصراره على السعي إلى علاقات اقتصادية متوازنة مع شركاء أميركا التجاريين». ويشعر ترامب بخيبة أمل متزايدة بسبب عجز الصين عن كبح كوريا الشمالية، وربما تكون الإشارة إلى قضية التجارة دليلاً على أن ترامب على استعداد للعودة إلى تشدده في الحديث عنها مع بكين، بعدما كان خفف من نبرته على أمل أن تمارس الصين ضغطاً أكبر على بيونغيانغ. وذكرت وسائل إعلام صينية أن ترامب وشي بحثا «السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية» من دون ذكر أي تفاصيل. وقال شي لترامب بحسب نص المكالمة الذي نشره التلفزيون الرسمي الصيني إن «عوامل سلبية» أثرت على العلاقات الصينية - الأميركية، وإن الصين عبرت بالفعل عن موقفها للولايات المتحدة. وقال تقرير التلفزيون إن شي أبلغ ترامب أن الصين تأمل أن تتعامل الولاياتالمتحدة مع قضية تايوان بالشكل الملائم وفقا لمبدأ «صين واحدة». واستهدفت الولاياتالمتحدة الخميس الماضي بنكاً صينياً، وفرضت عقوبات على شخصين صينيين وشركة لتعاملهم مع كوريا الشمالية، وأقرت اتفاق أسلحة حجمه 1.42 بليون دولار مع تايوان، وهي قرارات أغضبت بكين. وفيما يخص مكالة ترامب مع آبي، كرر الجانبان التزامهما بزيادة الضغط على بيونغيانغ. وقال البيت الأبيض في بيان «أكد الطرفان أن التحالف الأميركي - الياباني مستعد للدفاع والرد على أي تهديد أو تصرف تتخذه كوريا الشمالية». من جهته، أكد رئيس كوريا الجنوبية مون جيه - إن اليوم خلال اجتماع مع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الذي يزور سيول للمشاركة في منتدى تستضيفه صحيفة «تشوسون إيلبو»، أن أمام كوريا الشمالية «فرصة أخيرة» للدخول في حوار مع العالم الخارجي. وقال مساعد الرئيس الكوري الجنوبي يون يانج تشان في إفادة صحافية إن مون أطلع أوباما على محادثاته التي أجراها مع ترامب الأسبوع الماضي. وأضاف «الرئيس مون قال إنه تحدث مع الرئيس ترامب عن استخدام العقوبات والضغط لحل مشكلة أسلحة كوريا الشمالية الصاروخية والنووية». ودعا ترامب في تلك المحادثات القوى الآسيوية إلى فرض عقوبات ومطالبة كوريا الشمالية ب «اختيار مسار أفضل والتعجيل بذلك». وفي سياق متصل، قال الرئيس الصيني قبل زيارة إلى روسيا اليوم إن نشر نظام دفاع صاروخي أميركي في كوريا الجنوبية يمثل تهديداً خطراً لمصالح كل من بكينوموسكو. وعبرت الصين مراراً عن معارضتها لنشر نظام الدفاع الصاروخي «ثاد»، وطالبت بوقف نشره وإزالة الصورايخ التي نشرت بالفعل. وتقول بكين إن الرادار القوي ل «ثاد» يمكنه اختراق أراضيها، ما يقوض أمنها ويخل بالتوازن الإقليمي ولا يؤثر على وقف مساعي كوريا الشمالية لتطوير أسلحتها الصاروخية والنووية. ونقلت «وكالة أنباء الصين الجديدة» (شينخوا) عن شي «نشر الولاياتالمتحدة لنظام دفاع صاروخي متطور في كوريا الجنوبية يضر بشدة بالمصالح الأمنية الاستراتيجية للصين وروسيا ودول أخرى في المنطقة». وتقول الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية إن «ثاد» يهدف فقط إلى الدفاع عن سيول في مواجهة تهديدات الشمال. وقال شي في مقابلة مع وسائل إعلام روسية إن هناك تعاوناً واتصالاً وثيقاً بين الصينوروسيا فيما يتعلق بهذه المسألة مضيفاً أن وجهات نظر البلدين تتشابه كثيراً. ونقلت «شينخوا» عن شي «تعارض بكينوموسكو بشدة نشر ثاد وتقترح بكل جدية أن توقف الدول المعنية وتلغي عملية النشر». وأضاف أن البلدين سيتخذان «الإجراءات الضرورية» سواء معاً أو كل على حدة لحماية مصالحهما. لكنه لم يخض في التفاصيل. ويصل شي إلى موسكو اليوم في زيارة دولة قبل توجهه إلى ألمانيا لحضور قمة «مجموعة العشرين».