حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش زعماء قبرص المنقسمة أمس (الجمعة) على اقتناص «فرصة تاريخية» من أجل السلام، لكنه أقر بالحاجة إلى مزيد من الجهود. وانضم غوتيريش إلى زعماء القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك وممثلين لبريطانيا وتركيا واليونان في منتجع سويسري في جبال الألب حيث تجرى مفاوضات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق سلام. وقال غوتيريش للصحافيين في «كرانس مونتان»: «الأصوات الداعمة للتوصل إلى حل تزداد قوة بالفعل. في الوقت نفسه ... ما من شك في أن بعض القضايا الحساسة والصعبة تحتاج إلى حل». وقبرص مقسمة منذ غزو تركي في العام 1974 أثاره انقلاب قصير بإيعاز من اليونان. ويبقى الصراع مصدراً للتوتر بين اليونان وتركيا العضوين في «حلف شمال الأطلسي»، ويعرقل طموح أنقرة في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. والوجود العسكري التركي في شمال قبرص، حيث تحتفظ أنقرة بحوالى 30 ألف جندي، هو مصدر للخلاف، إلى جانب دعوات القبارصة الأتراك إلى رئاسة بالتناوب مع القبارصة اليونانيين. وقال غوتيريش: «الفصل الخاص بالأمن والضمانات له أهمية حاسمة لحل شامل». وأضاف أن هناك التزاماً بإيجاد حلول تحظى بقبول متبادل وتلبي اهتمامات الجانبين. وأوضح إنه في الجلسة الخاصة بالأمن والضمانات «كانت هناك بعض المواقف الجديدة التي تظهر مرونة متزايدة في بعض الجوانب»، لكنه أشار إلى أن «التقدم بطيء لأان قضايا كثيرة ما زالت عالقة تنتظر الحل». واستعصى الصراع على وسطاء في السابق. ويقول ديبلوماسيون إن الزعيم القبرصي اليوناني نيكوس اناستاسيادس والزعيم القبرصي التركي مصطفى أكينجي أظهرا تقارباً أكثر من أي من أسلافهما فيما يتعلق بصوغ اتفاق لتوحيد الجزيرة دولةً اتحاديةً من منطقتين. وفي الوقت الحالي يعيش القبارصة اليونانيون في جنوبقبرص الذي يمثل الجزيرة في الاتحاد الأوروبي، بينما يعيش القبارصة الأتراك في دولة في الشمال غير معترف بها.