اتهمت موسكوالولاياتالمتحدة بالسعي الى تأجيج الوضع في سورية عبر تكرار «سيناريو مزاعم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش حول اسلحة الدمار الشامل في العراق». وحذرت من «عراقيل تضعها واشنطن امام جهود دفع التسوية السياسية». وفي طهران حذر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الولاياتالمتحدة من عواقب «تصرفاتها المتهورة في سورية» معتبراً اياها «لعباً بالنار». وعكست ردود الفعل الروسية المتواصلة على التهديدات الأميركية للحكومة السورية بالتحضير لشن هجوم كيماوي جديد، ان موسكو لديها «مخاوف جدية من انعكاسات التهديدات الأميركية» كما قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الفيديرالية (الشيوخ) الروسي قسطنطين كوساتشيف. وشنت وزارة الخارجية الروسية هجوماً لاذعاً امس على البيت الأبيض. وأعربت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا عن قناعة بأن «واشنطن لن تكشف للرأي العام الحقيقة حول مزاعمها». وسخرت الديبلوماسية الروسية من تصريحات نظيرتها الأميركية هيزير ناويرت، التي قالت إن «واشنطن تدرك من تجربتها السابقة أن نظام الأسد قد استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه ما يبرر المخاوف الحالية»، مشيرة الى ان «التجربة السابقة كانت في العراق، وشهد العالم على فبركات ادارة بوش الذي خدع شعبه في شأن مزاعم امتلاك بغداد اسلحة دمار شامل، بينما قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن «المزاعم الأميركية لا أساس لها، وتثير مخاوف كبيرة، كما تؤدي لظهور عراقيل أمام المفاوضات حول التسوية في سورية». وأوضح غاتيلوف أن الجانب الروسي لا يستبعد وقوع استفزازات باستخدام الأسلحة الكيماوية على خلفية التهديدات الأميركية الأخيرة لدمشق، لافتاً الى احتمال ان «تستخدم اطراف ترغب في هدم العملية السياسية الاتهامات الأميركية للحكومة السورية من اجل تفجير الموقف عبر شن عمليات استفزازية باستخدام اسلحة كيماوية». وأكد أن «محاولات تأجيج التوتر حول سورية مرفوضة وتنذر بعواقب سيئة». على صعيد آخر، نقلت صحيفة «ازفيستيا» الروسية امس عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ان انقرة «مستعدة لإطلاق عمل عسكري جديد في شمال سورية وإلحاق الرقة ومنبج بمنطقة مسؤوليتها ضماناً لأمن الحدود التركية». وشدد أردوغان على ان أنقرة «ستتحرك فور شعورها بأدنى خطر قد يهددها». ونقلت الصحيفة عن مصادر ديبلوماسية روسية ان حديث أردوغان يثير «قلقاً جدياً لدى موسكووواشنطن على السواء»، خصوصاً على خلفية المساعي التي بذلتها واشنطن وتحظى بتأييدٍ في موسكو من اجل منع وقوع اشتباك بين تركيا والقوات التي تدعمها من جانب، والقوات الكردية المدعومة اميركياً من جانب آخر. الى ذلك، أفادت وكالة «مهر» للأنباء بأن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني اعتبر في تعليق له على التهديدات الأميركية الأخيرة ضد سورية واتهام الحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية، أنها محاولة واهية للتغطية على الهزائم المستمرة لجبهة الإرهاب قبالة التقدم المصيري للجيش السوري. وأشار شمخاني إلى ضرورة تدخل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية (OPCW) لتحديد صحة الاتهامات الأميركية للحكومة السورية، مشدداً على ضرورة ان تضع اميركا معلوماتها بيد المنظمة لتتمكن من إجراء تحقيق محايد بالتعاون مع الحكومة السورية. وبيّن شمخاني أن الاعتداء غير القانوني الّذي نفذته أميركا على الأراضي السورية مستهدفةً قاعدة الشعيرات قام على حجة استخدام الحكومة السورية اسلحةً كيماوية، موضحاً أن إيران وروسيا طلبتا في شكل رسمي لجنة تقصي حقائق دولية لكن اميركا منعت تشكيل هذه اللجنة «لعدم رغبتها في كشف زيف الاتهامات» الموجهة ضد سورية. وحذر شمخاني الولاياتالمتحدة من عاقبة أعمالها في سورية واختراق القوانين الدولية وسيادة الدولة لسورية، معتبراً أن تصرفاتها متهورة كمن يلعب بالنار. واختتم شمخاني بالقول ان «المشهد في سورية لن يبقى كما هو والاعتداءات العسكرية الأميركية سيتم الرد عليها».