أكدت تركيا ان "اي استخدام للأسلحة الكيماوية من جانب الرئيس السوري بشار الأسد سينقل الأزمة الى مستوى آخر"، لكنها ظلت على حذرها من أي "تدخل عسكري اجنبي في الصراع على حدودها". وقال "البيت الأبيض" امس إن "حكومة الاسد ربما استخدمت أسلحة كيماوية على نطاق محدود لكن الرئيس الاميركي باراك أوباما في حاجة الى دليل قبل أن يتحرك". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية ليفنت جومروكجو "نسمع مزاعم عن استخدام اسلحة كيماوية منذ فترة وهذه المعلومات الجديدة تأخذ الأمور الى مستوى آخر. إنها مثيرة لقلق بالغ". وأضاف "منذ ظهرت اول التقارير عن استخدام اسلحة كيماوية في سورية، ونحن نطلب ان تجري الاممالمتحدة تحقيقاً شاملاً للتحقق من هذه التقارير. لكن النظام السوري لم يسمح بذلك". وترفض سورية الى الآن استقبال محققي "الاممالمتحدة" وتعتبرهم اشخاصاً "غير مرغوب"، فيهم وتنفي استخدام اسلحة كيماوية وتتهم مقاتلي المعارضة باستخدامها. وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في موسكو إن "هذا فعلته تنظيمات منها القاعدة التي هددت باستخدام اسلحة كيماوية ضد سورية"، وأضاف أن "التنظيم نفذ تهديده قرب حلب مما أسفر عن سقوط ضحايا". ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية للانباء عن الزعبي قوله إن "الجيش السوري لا يملك اسلحة كيماوية". وعند سؤاله عما اذا كانت تركيا ستسمح بانطلاق عمل عسكري ضد سورية من اراضيها، قال جومروكجو إنه "يجب إثبات الحقائق بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية اولاً". وقال "دعونا لا نقفز الى هذا الآن. لنجري تحقيقاً شاملاً، مضيفاً أنه "اذا تبينت صحة هذه المزاعم فسيتعين مناقشة الرد بين اعضاء مجموعة "اصدقاء سورية" التي تضم دولاً غربية وعربية وحلفاء آخرين". ووضع هذا الإعلان الأميركي أوباما في مأزق لأنه اعتبر استخدام الاسلحة الكيماوية "خطاً احمر" يجب الا يتجاوزه الأسد. وأثار هذا نداءات من مشرعين في واشنطن برد عسكري أميركي وهو ما يرفضه الرئيس. وقال مصدر قريب من الحكومة التركية "التصريحات مبهمة للغاية وهم انفسهم لا يبدون واثقين للغاية من حججهم". وأضاف المصدر "عبرت تركيا عن بعض المخاوف بهذا الصدد ايضا ولكن دون إثبات. لا أظن انه سيتم اتخاذ خطوات اكثر من مستوى التدخل الحالي". ومضى يقول "التدخل ينطوي على مجازفة كبيرة". واتسم رد فعل الاتحاد الاوروبي بالحذر، وقال انه يتمنى أن "تتمكن الاممالمتحدة من ارسال بعثة التحقيق التابعة لها الى سورية للتحقق من استخدام الاسلحة الكيماوية". وقال مايكل مان، المتحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون "مازلنا نتابع الامر الى جانب شركائنا الدوليين لتحديد ما حدث بالفعل لأنه لا يبدو واضحا تماما في الوقت الحالي". وأضاف "رأينا أن النظام في سورية لا يحترم كثيرا فيما يبدو أرواح البشر لكننا لا نستطيع أن نجزم بحدوث هذا الى أن نرى أدلة حاسمة".