اختار الشاعر والروائي إبراهيم نصرالله عنواناً غريباً لديوانه الجديد الصادر عن الدار العربية للعلوم - ناشرون وهو «الحب شرير - طوق الذئبة في الإلفة والاستذئاب». ويسعى الشاعر في هذا الديوان إلى أن يعيد الألق إلى شعر الحب العربي، لا من حيث هو شعر غزل، بل من حيث هو شعر حياة ومشاعر جارفة، في أجواء ملحمية، أوبرالية، يبدو فيها الجموح روح هذا الحب كما هو روح للمكان الذي يتحرك فيه، وروح الطبيعة من حوله أيضاً، وروح ذلك المكبوت الذي يصرُّ البشر على دفنه في داخلهم. يستعير إبراهيم نصرالله مجاز الذئبة والذئب، وهما بطلا هذا العمل، في قصائد تشكل حكاية حب ملحمية عاصفة يتقاطع فيها جمال الحب مع عنفه، ونسائمه مع عواصفه وشهوة الكائن للوقوع في أسر الحب مع توقه للحرية بعيداً منه، ويغدو الميلاد في الحب، هو أعلى مراتب الانبعاث والوجود، فتتقاطع بذلك أسئلة المصير الكبرى التي تُقلق الكائن حين يكتشف العالم ما إن يكتشف نفسه أمام هذه الريح! «الحبُّ شرير» واحد من الأعمال الأدبية التي لا يمكن المرء أن يقرأها ويخرج منها كما كان، ثمة بحر، هنا، لا بدّ للمرء من أن يبتل بأمواجه، وحنين مختلف، لا يقلّ عن لحظة اللقاء والذوبان، قوةً وعذوبةً. جنون يبلغ أقصاه، فبقدر ما هو ملموس وحسِّي، هو روحاني وصوفي أيضاً. تجربة، تكمن نضارتها، في تعبيرها عن منطقة عميقة، حميمة، في الروح البشرية، بلغة برية طليقة، تمنح القصيدة العربية مذاقاً حاراً جريئاً، وتثبت أن الشعر ما زال قادراً على تقديم المُدهش الأخاذ الذي يستولي على روح قارئه ويفتح أبواباً جديدة له، ويدفعه إلى إعادة تجميع صورة حياته، وتأمّلها، وهو يعيش، ويعايش، حكاية حب من نوع فريد، عبر أجزاء الديوان الأربعة: الحب شرير، أوبرا الذئاب، ظلال الذئبة، اشتعالات.