دخلت القوات العراقية الحي القديم في الموصل والمنطقة المحيطة بجامع النوري أمس في محاولة لقطع طريق رئيسي يمكن أن يتدفق منه انتحاريو «داعش». وأطلقت طائرة هليكوبتر صواريخ ودوت أصداء أعيرة نارية كثيفة وقذائف هاون بينما دارت اشتباكات في أحياء قريبة من جامع النوري الذي أعلن من على منبره زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي «دولة الخلافة». وقال الناطق باسم الشرطة الاتحادية أنها وقوات الرد السريع باتت تسيطر سيطرة كاملة على جامع الباشا وشارع العدالة وسوق باب السراي داخل الحي القديم. وتابع قائلاً أن القوات «تحاول عزل المنطقة من كل الجوانب». وبعد مرور خمسة أشهر على حملة تحرير الموصل، استعادت القوات العراقية السيطرة على الشطر الشرقي من المدينة ونحو نصفها الغربي على الضفة الأخرى لنهر دجلة. وستوجه خسارة الموصل ضربة قوية إلى «داعش». فقد كانت المدينة معقله المتشدد منذ تموز (يوليو) 2014. وتحاول القوات العراقية محاصرة الحي القديم التنظيم من إرسال السيارات والشاحنات المفخخة التي تستهدف مواقع الجيش داخل المدينة. وكان انتحاري يقود جرافة اخترق صفوف القوات الأربعاء ودهس سيارات وحواجز قبل أن ينفذ تفجيراً دمر مركبات من بينها دبابات أميركية الصنع من طراز «أبرامز». وقال النماطق باسم قوات الرد السريع: «تمكنت الجرافة من الوصول إلى قواتنا قرب المتحف عبر الطرق الجانبية في الحي القديم وفقدنا دبابة وثلاث عربات همفي وأربعة جنود». ويفر السكان من الأحياء الغربية التي استعادت الحكومة السيطرة عليها وبينهم كثيرون يعانون من الجوع والصدمة نتيجة العيش في كنف» داعش». ويقول كثيرون أن الغذاء يقل والأمن هش حتى في المناطق المحررة. ويعيش ما يصل إلى 600 ألف مدني مع الإرهابيين داخل الموصل التي عزلتها القوات العراقية عن باقي الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم في العراق وسورية. وتشير أرقام الأممالمتحدة إلى أن حوالى 255 ألف شخص نزحوا منذ تشرين الأول (أكتوبر) وبينهم أكثر من مئة ألف منذ بدء الحملة العسكرية غرب المدينة في 19 شباط (فبراير). وشهد هذا الأسبوع أعلى مستوى للنزوح حتى الآن، إذ نزح 32 ألفاً بين 12 و15 الجاري. إلى ذلك، قال حسام العبار، عضو مجلس محافظة نينوى، ل «الحياة» أن «تمكن القوات العراقية من التوغل في الجزء الشمالي من الساحل الأيمن، جعل المناطق الجنوبية آمنة تماماً، ما سهل عودة مئات العائلات إلى منازلها»، وأوضح أن «عودتها رافقتها عودة الأسواق والمحال وعاد الناس إلى ممارسة حياتهم الطبيعية»، مشيراً إلى أن «العملية العسكرية تسير في شكل متسارع وكان هناك بعض المطالبات أوصلناها إلى القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي لوقف القصف العشوائي على المدينة القديمة».