أكدت القوى الأمنية العراقية أن تنظيم «داعش» بات محاصراً من ثلاثة محاور في آخر معاقله في الساحل الأيمن للموصل، معلنة مقتل العشرات من عناصر التنظيم خلال تقدم القوات العراقية في «الموصل القديمة». وذكرت مصادر أمنية أن القوات العراقية توقفت عن التقدم خلال الساعات الأولى من أمس بانتظار تعزيزات عسكرية لقوات «الرد السريع» التي تخوض معارك شرسة ضد التنظيم في المحور الجنوبي للمدينة القديمة. وقالت خلية الإعلام الحربي في بيان إن «قيادة قوات الشرطة الاتحادية تستمر في خوض معارك في المحور الجنوبي والتقدم نحو أهدافها المرسومة في المدينة القديمة، وهي آخر المناطق التي تحت سيطرة العناصر الإرهابية». وأضاف أن «المنطقة ما زالت محاصرة من قطعاتنا والتقدم عليها بثلاثة محاور... وحققت تقدماً في عمق المدينة القديمة وتلاحق العناصر الإرهابية»، مردفاً أن «الضربات الموجعة لمعاقلهم توالت، وانهارت صفوف العدو نتيجة للضربات الموجعة». وتابع: «تم تكبيد داعش خسائر كثيرة بالأشخاص والأسلحة والمعدات، وكانت القطعات مسندة من الفرقة الآلية وطيران الجيش والطائرات المسيرة والمدفعية»، منوهاً بأن خسائر التنظيم كالآتي: «قتل 115 إرهابياً، و12 قناصاً، وتفكيك حزام ناسف عدد 1، وتدمير مستودع للاعتدة عدد 2، وتدمير وكر للعدو عدد 1، وتدمير 10 عبوات ناسفة، ومفرزة هاون عدد 1، ومضافة لداعش عدد 4». وأنهت الخلية بيانها بالقول إن «فرقة الرد السريع واصلت تطهير المناطق المحررة ومحاصرة المستشفى الجمهوري في حي الشفاء». من جهته، ذكر قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أن «تنظيم داعش خسر ما نسبته 60 في المئة من قدراته الدفاعية ومقراته الحيوية في المنطقة القديمة التي تعد آخر معاقل التنظيم في الموصل التي اجتاحها أواسط عام 2014». وقال في بيان أن «قواتنا تقاتل بتكتيك يستهدف استدراج عناصر التنظيم وعزلها بعيداً من المدنيين والمناطق المكتظة». وأضاف أن «كتيبة القناصين تسيطر على الأزقة والمفترقات في باب البيض»، منوهاً الى أن «طائراتنا المسيرة تقصف رتلاً للدوعش فر من باب جديد باتجاه السرجخانه وتوقع خسائر في صفوفهم». وأعلنت خلية الاعلام الحربي أمس مقتل وإصابة ما لا يقل عن 27 شخصاً، بينهم عناصر من القوات الأمنية في التفجيرات الانتحارية التي استهدفت سوقاً في احد الأحياء في الجانب الأيسر من مدينة الموصل مساء الجمعة الماضي. وقالت الخلية في بيان لها أن «اعتداء إرهابياً بواسطة ارهابيين اثنين يرتديان أحزمة ناسفة ويحملان بنادق ورمانات يدوية، حاولا التسلل الى سوق المثنى في الساحل الأيسر لمدينة الموصل، وقامت قوة حماية السوق بالتصدي للإرهابيين والاشتباك معهما». وأضافت: «قتلت عناصر الشركة أحد الانتحاريين وانفجر الحزام الناسف الذي يرتديه، ما أدى الى مقتل منتسبين اثنين من الشرطة نتيجة انفجار الانتحاري الأول». ونوه البيان الى «تمكن الانتحاري الثاني من التسلل الى السوق حيث قام أحد عناصر شرطة النجدة باحتضانه لمنعه من التفجير قرب المواطنين»، مستدركاً بالقول إن «الانتحاري فجر نفسه، ما أدى الى مقتل (العريف عزيز عثمان محمد ابراهيم) المنسوب الى مديرية الدوريات والنجدة الذي احتضنه وإصابة شرطي آخر». وتابع أن «الحادث أدى الى مقتل 5 مواطنين وجرح 18 مدنياً، إضافة الى مقتل 3 من الشرطة وإصابة آخر». وفرضت القوات الأمنية أمس حظراً للتجوال في الجانب الأيمن من مدينة الموصل بعد سلسلة من التفجيرات الانتحارية استهدفت أحد أحيائها.