كشفت دراسة أكاديمية سعودية، أن 70 في المئة من الزوجات اللاتي يتعرضن إلى العنف الأسري، «لا يلجأن إلى طلب المساعدة»، وان 84 في المئة من المُتعرضات إلى العنف «يطلبن الطلاق». كما كشفت الدراسة التي أجراها طلبة في جامعة الملك سعود ان 97 في المئة من هؤلاء الزوجات «يتعرضن للأمراض المختلفة، وجميعها تؤدي إلى فشل الأبناء في الدراسة». وعرضت نتائج الدراسة التي حملت عنوان «العنف والأسرة الأسباب والحلول»، الناشطة الحقوقية عالية آل فريد، خلال مشاركتها مساء أول من أمس، في أمسية «العنف ضد المرأة»، التي نظمها منتدى «الثلاثاء الثقافي»، بمشاركة الاختصاصي السلوكي الدكتور أحمد آل سعيد. وأشارت آل فريد، إلى التقارير المتعلقة في العنف في الشرق الأوسط، التي «تؤكد أن المرأة معرضة للعنف في المحيط الأسري، أكثر من أي مكان آخر»، موضحة أن «نسبة المُعنفات في فلسطين تتجاوز 52 في المئة، وتتصدر غزة والضفة الغربية النسبة، ب60 في المئة، إضافة إلى تعرضهن إلى المطاردة والعنف بأشكاله كافة، فضلاً عن الاعتداءات المنوعة. فيما تصل النسبة في الأردن إلى 47 في المئة، تقابلها 30 في المئة في أميركا». وقالت آل فريد، وهي عضو الجمعية الوطنية لحقوق الانسان: «إن العنف مشكلة متأصلة في العالم العربي. ومع التقدم العلمي والتكنولوجي، تزداد الظاهرة، وتتركز على الفئات الضعيفة، والقاسم المشترك بينها هو ما تخلفه من آثار على الضحايا، وما تتركه من انتهاكات على الضعيف». وتطرقت إلى الفرص الوظيفية للمرأة السعودية، مبينة أنها «لم تحض بفرصتها في العمل، على رغم خوضها انتخابات مجالس الغرف التجارية، أما لناحية مزاولة مهنة المحاماة؛ فاقتصرت على قضايا الوصاية والطلاق، والزواج، على رغم صدور قرار مزاولتهن المهنة العام الماضي. ولكن القرار لم يُترجم على الأرض، ما يضيع على المرأة ممارسة حقها». وأشارت إلى وجود قانون للعنف الأسري «لم ينته بعد. كما لا يوجد نظام يحمي المرأة». واستشهدت في قصة لطيفة الزوجة اللبنانية، التي «قضت نحبها علي يدي زوجها، بعد ضرب دام ثلاث ساعات متواصلة. ولا زال طفلاها يزوران قبرها، في الوقت الذي اعترف فيه الزوج بجريمته، التي نفذها فيما كان وزوجته يحتفلان بعيد الميلاد السادس لابنهما». بدوره، أشار الدكتور آل سعيد، إلى أن العنف يتخذ «صوراً متعددة، فقد يلجأ المُعنف إلى معاقبة الأسرة كاملة، بسبب خطأ صدر من أحد أفرادها. وهذا يعود إلى أسباب عدة، منها القناعات الخاطئة، والتفكير اللا عقلاني، ونقص الوعي الثقافي والوازع الديني»، مبيناً أن «العنف يتخذ صوراً متعددة، منها الإهمال، وهو من أشد الأنواع». ولفت إلى أن «من يتعرض إلى العنف قد يتحول إلى أداة تستخدم لممارسته»، مضيفاً «إذا بُنيت الأسرة على أساس العنف، فسيتولد عنه النقص، خصوصاً عندما يكون الأب هو المعنف، فقد يكون لدى البنت مثلاً اضطراب من الزواج، أو حب للانتقام، فتغير نظام منزلها مع زوجها مستقبلاً، إلى ما يناسب مع ما تربت عليه. وهذا نتاج العنف في الأسرة». وشهدت الأمسية عرض فيلم «لطيفة وأخريات» (كفى عنفاً ضد المرأة). كما أقيم معرض للفنانتين التشكيليتين أمل أبو جعيد، أنوار الفارس.