قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن «الأمة العربية تواجه تحديات سياسية، واقتصادية مترابطة ومتشابكة». وأضاف أنه «طوال الفترة التي مضت كانت اللقاءات السياسية مستمرة للبحث والتقصي والتعديل في الخطط والاحتياطات لهذه المشكلات، ولكن أيضاً هناك جانب لا يجب أن يغفله العالم العربي وهو التعاون الاقتصادي لأنه هو الذي سيفيد الموقف السياسي، وسيقوي قدرة الدول العربية على مواجهة كل التحديات». جاء ذلك، في حديث لسعود الفيصل إلى القناة الأولى في التليفزيون السعودي ، على هامش القمة الاقتصادية الثانية في شرم الشيخ أمس، ونقلته وكالة الأنباء السعودية. وقال سعود الفيصل، رداً على سؤال عن المشهد العربي وما يحصل في شمال أفريقيا بسبب الفقر والبطالة: «سمعنا من وزير خارجية تونس عن الوضع، وبطبيعة الحال المملكة لها علاقات مميزة مع الشعب التونسي»، معرباً عن «الأمل لهذا الشعب بأن يستقر وأن ينال ما يريده من التطور والازدهار والحرية التي يطالب بها». وأضاف: «إن الوزير التونسي شرح هذه القضايا ولم يقلل من المشكلات التي تجابه تونس في الوقت الحالي، ولكن أملنا جميعاً وكلنا نقف مع الشعب التونسي، بأن تلبى مطالب للشعب التونسي، وأن يستقر هذا البلد، وأن يعود ازدهاره ونموه». ورداً على سؤال آخر عن استضافة السعودية الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، قال : «في الواقع هناك عرف عربي، كلنا عرب والمستجير يجار، وليس أول مرة المملكة تجير مستجيراً بها...المملكة مشت على نهجها الذي تبنته منذ زمن بعيد، ولا أعتقد أن فيه أي مساس بالشعب التونسي وإرادة الشعب التونسي ولا فيه أي تدخل في الشؤون الداخلية وهناك شروط لبقاء المستجير، وهناك ضوابط لهذا الشيء، ولن يسمح بأي عمل كان في هذا الخصوص، وإنما نحن مع الشعب التونسي في بلوغ أهدافه، وفي بلوغ ما يرمي إليه قلباً وقالباً». وزاد أنه «قبل انعقاد هذه القمم الاقتصادية بسنوات كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، دعا إلى سوق عربية مشتركة تعوض ذلك النقص، على الأقل في التكامل العربي السياسي وبدأنا في وضع الأسس للسوق المشتركة كما قلت، وكنت أتحدث مع وزير المالية في سنة 2005 سيكون هناك اتحاد جمركي في 2015 وبعدها بسنتين أعتقد أن السوق المشتركة ستكون جاهزة للتنفيذ، وهذه الخطوات مهمة للغاية». وعن قرارات القمة الاقتصادية الخاصة بإعادة إعمار غزة أكد وزير الخارجية السعودي أن الدول العربية «لا يمكن أن تتخلى عنها ودعمها صندوق القدس أو صندوق الأقصى، ومسؤولية الأممالمتحدة أن تسمح لهذه المساعدات بأن تدخل ». وفي ما يتعلق بالربط البري والبحري والأمن الغذائي والمائي وهل هناك جدول زمني. ومدى التعاون، أوضح أن: «الجهد على قدم وساق في المملكة لإنهاء هذه المشاريع». أما عن الوضع في العراق فقال إن : «الحكومة قامت في بغداد، ولو أنها أخذت فترة طويلة، نأمل بأن يتحقق الغرض من هذه الحكومة، وأن تعمل للوحدة الحقيقية بين الأطراف المختلفة في العراق، المواقف السياسية تتفاوت بين حزب وآخر، ولكن في قضايا أساسية مثل وحدة العراق واستقلال العراق وسيادة العراق على أراضيه، وعدم تدخل الدول الخارجية في شؤونه هذه أشياء إن اتفقت عليها الحكومة وعملت على تنفيذها، وساوت العراقيين أمام القانون، ستضفي الاستقرار على العراق وأتمنى أن ينجح ذلك». وعن رؤية المملكة إلى تقسيم السودان، قال إن «الاستفتاء كان بشكل سلمي بعكس ما كان يقال من أن الدنيا ستنقلب رأساً على عقب، ونأمل بأن يؤدي هذا إلى وضع أسس للتعاون المثمر بين الدولة الجديدة والسودان».