في 23 حزيران (يونيو) 1894 أسست اللجنة الأولمبية الدولية، وتكرّس هذا التاريخ لاحقاً ليسمّى «اليوم الأولمبي» الذي تحتفل به اللجان الوطنية سنوياً مطلقة مهرجانات ومناسبات ومبادرات. كانت الولادة في باريس على يدي البارون بيار دي كوبرتان، العاصمة الفرنسية المرشّحة لاستضافة الألعاب الصيفية عام 2024، والتي يبدو أصحاب القرار مرحبين بمنحها هذا الشرف بعد قرن على تنظيمها، ومن خلال «ترتيب» يضمن فوزها ويوكل إلى لوس أنجليس تنظيم نسخة 2028، ما يجعل الألعاب في مأمن من أي مفاجآت. ولأن الدورة عام 1924 كانت مزيجاً من الرياضة والاحتفالات والثقافة على طريقة الألعاب القديمة في عهد الإغريق، فقد أرادت لجنة ملف الترشّح الباريسي الاحتفاء باليوم الأولمبي بطريقة «ساحرة» تعزز أوراق منافساتها قبل لفظ القرار النهائي المتوقّع في 13 أيلول (سبتمبر) المقبل في ليما. لذا، استوحت من جسر «ألكسندر الثالث» فوق نهر السين الذي يشطر العاصمة الفرنسية، فكرة أن يكون العمود الفقري لدورة 2024، فيربط بين الضفتين والجانبين الرياضي الصرف والاحتفالي المتنوّع. وجنّدت لهذه الغاية 300 رياضية ورياضي بينهم وجوه كثيرة من حملة الألقاب الأولمبية والعالمية والأرقام القياسية، وفي مقدّمهم عملاق الجودو تيدي رينر، ليساهموا في المناسبة المستمرة يومين، والتي افتتحت عند الخامسة والنصف من صباح أمس (بالتوقيت المحلي) بسباقات قوارب. وكان لافتاً الجسر الاصطناعي العائم الموازي الذي «ركّب» بين ضفتي السين، وبلغ طوله 157 متراً وعرضه 15 متراً، وشكّل مضماراً للجري، وبقربه منصتان للغطس (12م و17م)، فضلاً عن محطات للمنافسة في ألعاب عدة وزّعت على مساحة 250 ألف متر مربّع قرب المعالم المحيط بالمكان، وبمواكبة أمنية مشددة. وأكّد الرئيس المشارك للجنة الترشّح طوني إستانغيه، البطل الأولمبي السابق في الكانوي عضو اللجنة الدولية، لدى افتتاحه ورئيسة بلدية باريس آن هيدالغو الفعاليات أمس، أن الهدف من هذا «الاستعراض الخلاق إظهار قوة مشروعنا وصلابته، وأهميته في دفع الجميع إلى الانخراط في الرياضة». وتستقطب الاحتفالية عشرات الآلاف ومتبارين من مختلف الأعمار، خصوصاً من اليافعين «جيل باريس 2024» ومحرّكها. ولفت تييري روبول، الذي أشرف على تنفيذ المشروع، إلى أن باريس تحتضن الفن والرياضة، فقد حوّل الفنان أوكودا منصة الغطس إلى عمل فني معاصر. وعلى شكل ضوئيات وغيرها من التجهيزات، ستظهر نسخ من أعمال تشكيلية ولوحات زيتية شهيرة على أرصفة النهر. وديع عبد النور