سقطت خطط أعدتها أجهزة حكومية في المنطقة الشرقية، في أول اختبار واجهته صباح أمس، مع هطول زخات مطر على محافظات المنطقة، مشكلة بحيرات تجمعت فيها المياه، فيما تعرقلت حركة السير جزئياً في بعض الشوارع، ما أدى إلى تأخر موظفين عن الوصول إلى مقار أعمالهم، وغياب بعضهم. كما خرجت إشارات مرورية عن الخدمة، وسُجلت حوادث مرورية في أماكن مختلفة. وبدأ هطول الأمطار منذ ساعات الصباح الأولى. فيما توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، استمرارها إلى اليوم الأربعاء. وتوقع الناطق الإعلامي في «الأرصاد» حسين القحطاني، «استمرار هطول الأمطار إلى يوم غد (الأربعاء). ولكن بصورة أقل»، مبيناً ان الرئاسة «قامت بإبلاغ الجهات المختصة، عن التوقعات بهطول الأمطار». بدوره أكد الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في الشرقية المقدم منصور الدوسري، أنه تم «وضع خطة متكاملة لمواجهة حوادث الأمطار والسيول، تُنفذ بمشاركة جميع الجهات الأمنية والدوائر الحكومية المعنية»، مشيراً إلى أن الخطة «تحدد دور كل جهة من هذه الجهات، وفقاً لمهامها التي حددها النظام». ويشارك في خطة الطوارئ كل من: الأمن العام، ووزارة المال، والأمانة، والشؤون الصحية، والطرق والنقل، والمياه والكهرباء، والتربية والتعليم (بنين وبنات)، والهلال الأحمر، والثقافة والإعلام، والزراعة، ويتواجد مندوب من هذه الجهات في الحالات التي يُستدعى لها في مركز القيادة والسيطرة في مديرية الدفاع المدني، ليكون حلقة وصل بين الدفاع المدني والجهة التي يمثلها في الحالات الطارئة». ولفت إلى أنه تم «عقد اجتماع لهذه الجهات قبل شهرين، للاستعداد المبكر لموسم الأمطار». وشدد الدوسري، على أنه تم «التأكد من جاهزية الفرق والآليات والمعدات الخاصة بفرق الإطفاء والإنقاذ والإسعاف، وأعمال الحماية المدنية، وفحص معدات الإنقاذ، من مكائن شفط المياه وقوارب وحبال الإنقاذ»، مؤكداً أن دوريات السلامة التابعة للدفاع المدني «تعمل على مدار الساعة، في حال هطول الأمطار، لرصد الملاحظات، وتنبيه السكان إلى عدم الاقتراب من تجمعات المياه والمستنقعات، وعدم النزول فيها، أو عبورها بمركباتهم، وكذلك عدم النزول في بطون الأودية في المحافظات التي توجد فيها أودية أو مجاري السيول، وبخاصة حفر الباطن»، لافتاً إلى أن الخطة تضمنت «تحديد مواقع تجمعات مياه الأمطار»، مبيناً أن «غرفة العمليات الرئيسة تلقت صباح اليوم (أمس) بلاغات بسيطة، حول حدوث التماسات كهربائية، أدت إلى نشوب حرائق محدودة، في كل من الخبر، والقطيف، والجبيل، والدمام». كما شهدت شوارع رئيسة حوادث مرورية، إضافة إلى تعطل بعض الإشارات المرورية. وأوضح الناطق الإعلامي في المرور المقدم علي الزهراني، أن إدارته «قامت بإعداد خطة لتحديد مواقع تجمع مياه الأمطار التي تكون على الطرق ومتابعتها عن قرب»، لافتاً إلى أن هناك «تواصلاً مع الأمانة في حال هطول الأمطار والأحوال الجوية الخطرة، لتجهيز ما يلزم من معدات أو سيارات، تتدخل في الوقت المناسب». كما أشار إلى وجود تعاون بين الأجهزة الحكومية الأخرى، «ما يسهم في تسهيل أداء المهام المطلوبة من كل جهة، بكل سهولة». وأبان الزهراني، أنه «في حال وجود انسدادات مفاجئة وارتفاع في منسوب المياه في الأنفاق، سيتم منع السيارات من الدخول، وسيتم توجيهها إلى طرق بديلة آمنة»، داعياً قائدي المركبات إلى «توخي الحذر والسير بسرعة معقولة في حال سقوط أمطار قليلة في شكل مستمر». وأبان أنه «أثناء هطول الأمطار الغزيرة، التي تنزل بكثافة، يحدث تشبع في طبقة الإسفلت من الأمطار القليلة المتواصلة، ما يؤدي إلى انزلاق المركبات في شكل سريع عند الانحراف ولو قليلاً عن مسار السير، ما يتسبب في وقوع الحوادث». وأكد مدير ميناء الملك عبد العزيز في الدمام نعيم النعيم، أن حركة الملاحة البحرية ومناولة البضائع «لم تتأثر في هطول الأمطار، نظراً لأنه لم يحدث ما يحجب الرؤية، بخلاف العواصف الرملية والغبار»، لافتاً إلى أن هناك حاويات تحمل بضائع «قد تتأثر في المطر، لذا لا يتم تفريغها من الحاوية، بهدف الحفاظ عليها من التلف». فيما أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في «صحة الشرقية» سامي السليمان، أن المستشفيات على أتم الاستعداد لاستقبال حالات الحوادث المرورية، التي قد تنتج من هطول الأمطار»، لافتاً إلى أن غرف الطوارئ تكون في مثل هذه الحالات «على أتم الاستعداد».