حقق الفنان السوري جمال سليمان نجومية وشهرة كبيرتين من المحيط الى الخليج عبر اشتراكه في بطولة أعمال درامية عربية ومصرية، وتقديمه شخصيات برع في أدائها عبر شاشة التلفزيون. وفي الموسم الرمضاني الحالي، عاد سليمان إلى جمهوره من خلال المسلسل التاريخي «أوركيديا»، إخراج حاتم علي وتأليف عدنان العودة، تعرضه شاشة «أبو ظبي». شارك سلمان في بطولة هذا العمل مع عدد من نجوم الصف الأول في الدراما السورية والعربية من أبرزهم عابد فهد وباسل خياط وسامر المصري وسلافة معمار ويارا صبري وفاروق الجمعات ونوار العايق وإيمي صياح. التقت «الحياة» جمال سليمان الذي تحدّث عن تجربته في «أوركيديا» قائلاً: «هو من الأعمال التاريخية المهمة، خصوصاً أنه يحمل إسقاطات على الواقع المعاصر، والسوري بوجه خاص. وكذلك على ما يحدث في العالم العربي من أزمات. واعتقد أن الجمهور العربي في حاجة إلى مثل هذه النوعية من المسلسلات الدرامية التاريخية لتقديمها على الشاشة، لا سيما مع قلة إنتاج مثل هذه الأعمال المهمة». والمعروف أنّ جمال سليمان شارك في مسلسلات تاريخية كثيرة على مدار مسيرته الفنية الغنية، لذا كان طبيعياً سؤاله عما يُميّز «أوركيديا» عن المسلسلات التاريخية التي عرضت في السابق، فأجاب: «يعتبر «أوركيديا» من أضخم الإنتاجات في الموسم الدرامي الرمضاني لهذا العام، فتم تصوير أحداث المسلسل بالكامل في رومانيا، داخل استديوات ضخمة جداً. ويُعدّ عرض المسلسل على شاشة تلفزيون أبو ظبي التي تهتم دائماً بلمّ شمل الأسرة في رمضان، نقطة تصب في مصلحة العمل. أمّا عن الاختلاف بين «أوركيديا» وبقية الأعمال التاريخية التي شاركتُ فيها فتكمن أولاً في فكرة العمل. يُناقش المسلسل القيم الإنسانية، وكيف يفني الإنسان عمره في الصراع من أجل امتلاك أشياء مادية في الحياة، وكسب المزيد من السلطة، فيصبح من دون أن يدري سجين طموحاته المادية ودفاعه عن سلطته، ومع مرور الزمن يصير مشوهاً من الداخل مهما بلغ من جمال خارجي. هذا كله نراه في الصراع بين ثلاث ممالك متجاورة، وهو صراع بين السلطة والقيم الإنسانية والقيم الأخلاقية، وهذه النوعية من الأعمال التاريخية لم أقدمها سابقاً». سألناه هل «أوركيديا» عمل تاريخي واقعي أم فانتازيا؟ يُجيب سليمان قائلاً: «تدور أحداث المسلسل في إطار تاريخي فانتازي، أي من خيال المؤلف، إذ يتطرق العمل إلى فكرة الصراع بين الممالك والسلطة والنفوذ، مع تأدية شخصيات تاريخية معروفة في تلك الفترة». وعن دوره فيه يقول: «أجسد فيه دور الملك انمار، الذي حكم إحدى الممالك. تحدث خصومة بين مملكته وبين الأطراف المحيطة بها ونرى أن كل مملكة تحاول فرض سيطرتها وهيمنتها. ومن الأشياء الرائعة أنّ «أوركيديا» سمح لي بإعادة التعاون مع المؤلف عدنان العودة، والمخرج حاتم واعتبرهما من أهمّ صنّاع الدراما العربية وقد حققت معهما نجاحات مهمة». أما عن المنافسة بين نجوم «أوركيديا» ورأيه بالبطولات الجماعية يقول جمال سليمان: «البطولة الجماعية لا تسبب لي أي إزعاج. وطوال مسيرتي الفنية حرصت على التوازن بين البطولة الفردية والجماعية. النصوص هي التي تفرض عليك اختيار بطل أوّل أو مجموعة أبطال- نجوم. وسبق أن شاركت في بطولات جماعية كثيرة كما في مسلسل «حدائق الشيطان» و «أفراح إبليس» و «صديق العمر» و «أفراح القبة»، وكانت كلها مملوءة بالنجوم وحققت نجاحاً كبيراً للجميع. فأنا لا أضع مثل هذه الاعتبارات في ذهني على الإطلاق ولا تشغلني أبداً هذه الأمور لأنّ الأهمّ بالنسبة إليّ هو قيمة الدور الذي أقدمه». إضافة الى «أوركيديا»، يُصوّر سليمان حالياً مسلسل «أفراح إبليس» في جزئه الثاني، مؤكداً عدم صحة الإشاعات التي لاحقت المسلسل ومنها توقيف تصويره لأسباب انتاجية. «ما يقال غير صحيح. نحن نستكمل بالفعل تصوير الجزء الثاني من مسلسل «أفراح إبليس» الذي قدمته قبل سنوات وقام بكتابته الراحل محمد صفاء عامر، أما الجزء الجديد فيكتب له السيناريو والحوار مجدي صابر ويخرجه أحمد خالد أمين، وستكون شخصيته وأحداثه امتداداً للجزء الأول من العمل وليس مفصولاً عنه، مع إضافة عناصر جديدة سواء على مستوى الممثلين المشاركين أو القصة. وحتى الآن لم يتخذ القرار في ما يخص وقت عرضه، لكنني في كل الأحوال متفائل بنجاحه، سواء عُرض في الشهور العادية أو في رمضان المقبل. العمل الجيد لا بد أن يفرض نفسه».