تتنوع المسلسلات المصرية المقدمة على الشاشة الصغيرة في رمضان هذا العام بين الدراما الاجتماعية المعتادة والمهتمة بالمشكلات الحياتية اليومية، مثل مسلسل «ما تخافوش» لنور الشريف أو «مكرم» مذيع التلفزيون الشهير الذي يعرض مشكلات وهموم الجماهير في برنامجه، و«خاص جدا» في إطلالة جديدة ليسرا تجسد فيه دور طبيبة نفسية وحكايات مرضاها، و «أفراح إبليس» يقدم جمال سليمان فيه دور الصعيدي للمرة الثانية بعد نجاحه في حدائق الشيطان. أما يحيى الفخراني فبعد أن قدم «حمادة عزو» يقدم «ابن الأرندلي» في توليفة كوميدية ساخرة من خلال شخصية المحامي الفقير الذي يستغل ثغرات القانون. ويقدم مسلسل «حدف بحر» سمية الخشاب في شخصيتين متناقضتين رغم كونهما توأمين إلا أن الحياة باعدت بينهما منذ الصغر وتربت كل منهما في بيئة مختلفة. ويعالج «الأدهم» مشكلات الشباب والهجرة غير الشرعية من خلال البطل أحمد عز. وبين دراما الجواسيس والدراما التاريخية الشخصية مثل مسلسل «أنا قلبي دليلي» وحياة البطل الشعبي أدهم الشرقاوي، في توليفة تبتعد عما كان في السنوات الماضية حيث كان التطابق في أحداث وموضوعات أو أبطال القصة وأماكن تصوير المسلسلات متشابها إلى حد بعيد يدخل القائمين عليها في حرج النقل عن بعضهم البعض، ويضع المشاهد، في حيرة المتابعة. وتشهد الدراما المصرية دخول المزيد من الأبطال العرب في أدوار رئيسية، ويبقى التساؤل مطروحا هل تنقذ بالفعل هذه التوليفة الدراما المصرية من مأزق التشابه؟ قنوات راديو وتلفزيون العرب عبر قنوات الحكايات من خلال تقديمها للمسلسلات المصرية تدعم هذا التنوع، وتظل الصحافة وعالمها الساحر مهيمنة للعام الثاني على التوالي في مسلسل «هدوء نسبي» الذي يعرض مخاطر العمل الصحافي في العراق من خلال ما يتعرض له الصحافيون من مخاوف الاختطاف والاعتقال، المسلسل بطولة نيللي كريم، وعابد فهد وأميرة فتحي وكريم كوجك، ويعرض على قناة حكايات كمان. أما قناة حكايات زمان فتعرض الجزء الثاني من «المصراوية» بعد تغيير أبطاله، فيطل ممدوح عبد العليم في دور العمدة فتح الله، وميس حمدان في دور الأميرة التركية نورهان التي قدمتها غادة عادل في الجزء الأول. ومن القصة التاريخية إلى البطل الشعبي أدهم الشرقاوي يبدو ثمة تناول جديد لقصة هذا البطل يجسدها الفنان الشاب محمد رجب، وتطل قصة الراقصة سامية فهمي في مسلسل «حرب الجواسيس» لتكشف فصلا جديدا من فصول تلك الحرب بين المخابرات المصرية والموساد الإسرائيلي، الذي سبق وأن قدمت قصة سامية فهمي سينمائيا في فيلم حمل اسمها وأثار ضجة كبيرة، والمسلسل من بطولة منة شلبي وهشام سليم. ويبدأ مسلسل يحمل اسم المنطقة التي كانت الأشهر في مصر بتجارة المخدرات «الباطنية»، من حيث انتهى الفيلم الشهير الذي حمل الاسم نفسه، في أحداث متوقعة كامتداد لأحداث الفيلم، والمسلسل من بطولة صلاح السعدني وغادة عبد الرازق. وتحفل شاشة رمضان هذا العام أيضا بقصة حياة المطربة ليلى مراد في مسلسل «أنا قلبي دليلي» الذي تؤدي بطولته الفنانة السورية صفاء سلطان، ويشاركها أحمد راتب وعزت أبو عوف، ويعرض المسلسل قصة حياة ليلى مراد المليئة بالمحطات الفنية والشخصية منذ بداياتها حتى قرار اعتزالها. وفي عودة للدراما التاريخية تقدم قناة حكايات زمان مسلسل «صدق وعده» بعد أن كان آخر هذه النوعية من الدراما المصرية في مسلسل السيرة الهلالية قبل عشر سنوات، ويعد البعض اختراقا لمساحة كانت حكرا على الدراما السورية خلال السنوات الماضية، المسلسل قصة حب بين «ليث» خالد النبوي و «عناق» السورية ريم علي، فهل يضع هذا المسلسل أبطاله في مقارنة بين نمر بني عدوان وقصته الشهيرة مع وضحى؟