تفادى الحزب الجمهوري الأميركي أمس خسارتين في معاقله الانتخابية، وغنَم مقعدين نيابيين في انتخابات خاصة سيعززان وضع الرئيس دونالد ترامب، ويعطيان اندفاعة لأجندته التشريعية. وانتهى السباق الأكثر كلفة على مقعد نيابي في الدائرة الدستورية السادسة بولاية جورجيا، بعدما تجاوز حجم إنفاق الحزبين 50 مليون دولار، بفوز المرشحة الجمهورية كارين هانديل (55 سنة) على منافسها الديموقراطي الشاب جون أوسوف (30 سنة)، علماً أن المقعد كان يشغله وزير الصحة توم برايس. ونالت هانديل نسبة 52 في المئة من الأصوات في مقابل 47 في المئة لأوسوف في دائرة اعتادت التصويت بغالبية مريحة للجمهوريين منذ العام 1979. وهنأ ترامب الذي حوّل الديموقراطيون التصويت إلى استفتاء ضده، هانديل بالفوز، على رغم أنه لم يشارك في حملتها الانتخابية التي خاضتها بأجندة محافظة ومنفتحة على الإعلام من دون ربطها بالرئيس الذي تدهورت شعبيته إلى 36 في المئة. واستفادت هانديل من كونها محافظة تقليدية ومسؤولة منتخبة بارزة سابقة، في حين كان يأمل أوسوف، الذي دخل مجال السياسة حديثاً، في جذب الناخبين غير الراضين عن ترامب. وفي كارولينا الجنوبية، فاز الجمهوري رالف نورمان بنسبة 51 في المئة من الأصوات في مقابل 48 في المئة للمرشح الديموقراطي آرشي بارنيل، وهو هامش صغير جداً في ولاية تعد حصناً تاريخياً للجمهوريين. وفيما أراحت النتائج البيت الأبيض والقيادة الجمهورية في الكونغرس وعززت تحالفهما على رغم خلافات في الرؤية، خصوصاً أن خسارة هاتين المبارزتين كانت ستعني تصدعاً كبيراً في أجندة الحزب، ركزت هانديل في خطاب الفوز على استعدادها للعمل للتخلص من خطة الرئيس السابق باراك أوباما للرعاية الصحية، والتي تنتظر تصويت مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل. ويتعرض ترامب والقيادة الجمهورية في مجلس الشيوخ لانتقادات بسبب عدم كشف التعديلات المرتقبة على مشروع الخطة الجديدة للضمان الصحي. وتشير تقارير إلى أن الجمهوريين لم يجمعوا عدداً كافياً من الأصوات لتمرير الخطة الأسبوع المقبل، ما قد يجبر زعيمهم ميتش ماكونيل على تأجيل التصويت. كما فاقم التقارير حول الإجراءات السرية للبيت الأبيض الحديث عن إمكان استبدال الناطق شون سبايسر، وحصر الإيجاز الصحافي بيوم واحد أسبوعياً، ما أثار مخاوف من تقليص الفسحة الواسعة لحرية الإعلام ومساءلته السلطة في الإيجاز اليومي. ولم يعقد ترامب إلا مؤتمراً صحافياً واحداً منذ توليه السلطة في كانون الثاني (يناير) الماضي، بخلاف الرؤساء السابقين من الحزبين. ورجح مراقبون أن يكون التحقيق الخاص بعلاقات ترامب ونائبه مايك بنس وصهره ومستشاره جاريد كوشنير ووزير العدل جيف سيشنز بمسؤولين روس، وراء حذر البيت الأبيض.