معالم عدة تحفّز الزائر على الاستمتاع خلال إقامته في ولاية جوهور بهرو الماليزية، ومقصد مميز لمختلف الأعمار يحض على الاكتشاف والمقارنة، يبهر الأطفال ويذكّر ذويهم بسنوات غابرة، أيام كانت الألعاب ومستلزماتها أولوية مطلقة. ولعل من الفطنة واستثمار الحنين والذكريات والإبهار التقني ما أطلقته شركة ليغو الدنماركية في بلدان عدة، حيث أضحت ألعابها الصغيرة ومكعباتها المتشابكة مجسّمات مدن بمختلف مظاهرها ومرافقها، ومعالم لأماكن شهيرة، فأضحت مقصداً سياحياً ترفيهياً. وفي جوهر عاصمة الولاية مدينة متكاملة على هذا الصعيد أو ما يُعرف ب «ليغولاند»، تستقطب سنوياً 1,5 مليون زائر وبينهم عدد كبير يقصدها من سنغافورة الواقعة على «مرمى جسر»، وتدر أرباحاً تقدّر بنحو 24 مليون دولار. فقد أنشئت مدينة الملاهي «ليغولاند» بالتعاون مع الشركة العالمية الدنماركية المختصّة بتصميم لعبة الليغو (القطع المتشابكة التي أطلقت تصنيعها في عام 1949)، وتبلغ مساحتها 510 آلاف متر مربع وتحتوي على مجمّعات وفنادق ومتنزّه خلاب إلى ملاهٍ متنوّعة. وبلغت كلفة الإنشاء نحو 171 مليون دولار، فضلاً عن نحو 45 مليوناً كلفة المرفق الفندقي. وتنقسم «ليغولاند» التي افتتحها رسمياً حاكم الولاية سلطان إبراهيم إسماعيل، في 22 أيلول (سبتمبر) 2012، إلى مناطق عدة منها ليغو التكتيكية ومملكة الليغو وليغو الخيال ومدينة الليغو وليغو المغامرات وليغو آسيا الصغرى. تضم منطقة الملاهي 40 آلة ركوب للخيل وألعاباً متنوعة، وتتوافر فيها متاجر كبيرة لبيع منتجات ليغو وألعاب وكتب وبضائع ووسائل ترفيه. كما تشهد عروضاً ترفيهية تجذب رواداً من مختلف الأعمار. ويختبر الزائر في «ليغولاند»، لا سيما خلال التجوال في شوارعها وأحيائها «العملية»، نمط الحياة اليومية في الطريق ووسائل النقل والخدمات والفسحات والحدائق، وكلها مصنّعة بقطع الليغو وتحمل اسمها ورمزها، كأن عربات النقل والزوارق والقطارات والطائرات التي جهد المرء لتركيبها صغيراً كبرت معه وواكبت نموه وتقدّمه في العمر. وإذا اصطحب معه أولاده أو أحفاده، يمكنهم اكتشاف عوالم من مرحلتهم العمرية فيكتسبون ويتعلّمون، تماماً كما عاين تلك «العوالم» في صغره وأولى سنوات مراهقته، كأنه يسلّم «عصا بدل الاكتشاف» من جيل إلى جيل. وتقع ولاية جوهور بهرو في أقصى جنوبماليزيا، وتعدّ المدخل الجنوبي للبلاد، وهي ثالث ولاية من حيث المساحة فيها. وعزز الحركة في عاصمتها جوهور الجسر البري وخط سكة الحديد اللذان يربطان الولاية بسنغافورة، حيث إن السنغافوريين بمعظمهم يمضون عطلة نهاية الأسبوع في ماليزيا، إذ يتطلّب الانتقال إلى وسط سنغافورة نصف ساعة فقط. كما افتُتحت أخيراً طريق تربط كوبانغ في جوهور بهرو بتواس في سنغافورة.