بعد أقل من ساعة من نفي مدير المنتخب السعودي الاول فهد المصيبيح إقالته من منصبه وتأكيده بقاءه فيه أعلن الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل قبول استقالته في تصريح فضائي على قناة الدوري والكأس. وكان المصيبح قال للصحافيين رداً على إشاعات إقالته، قائلاً: «هذا كلام عار من الصحة اطلاقاً، وليس القضية بقاء فهد المصيبيح أو رحيله من المنتخب فالمهم الآن هو تقويم العمل بالشكل الصحيح». في حين أعلن الأمير نواف بن فيصل قبول استقالة فهد المصيبيح وشكر ناصر الجوهر على المرحلة الماضية التي قضاها مع «الأخضر»، وقال: «بعد نهاية المباراة مع اليابان تم شكر المدرب الوطني القدير ناصر الجوهر على ما قدمه مع المنتخب في المباراتين الماضيتين، إضافة إلى عمله السابق وأتمنى له التوفيق في عمله الفني مستقبلاً، وكذلك تم قبول استقالة مدير المنتخب الأول فهد المصيبيح، لم نحدد أسماء بديلة حتى الآن كون الاختيار سيكون دقيقاً جداً، وأمامنا الآن خمسة مدربين على الطاولة وفي نهاية الأسبوع سنتوصل إلى اسمين فقط نفاضل بينهما، وجميع الخمسة من طراز عالمي يليق بالمنتخب السعودي، والمدير نتريث في اختياره». وحول تراجع أداء لاعبي المنتخب السعودي قال: «سنقدم أفكاراً للحسم في حال تراجع العطاء بما لا يتعارض مع قوانين الاتحاد الدولي، فكما يتم شكر اللاعبين ومكافأتهم في حال الانتصار، فسيتم محاسبة المقصرين ولا أقصد الخسارة، ف «كرة القدم» فوز وهزيمة، وفي حال تعارض فكرة الحسم مع الأنظمة الدولية، فسندرس الأفكار بعناية ونقدمها للاتحاد الدولي، فالأنظمة دائماً تبدأ بفكرة صغيرة، وقبل فترة قصيرة شاهد بعض الخبراء مستويات اللاعب السعودي، وأشادوا بإمكاناتهم ولكنهم تفاجأوا بالمبالغ الضخمة في عقودهم مع أنديتهم، ومن هذا المنطلق سنجتمع بإدارات الأندية لإعادة النظر في أسعار عقود اللاعبين، وصرف تلك الملايين على اللاعب الناشئ، كما ستجبر الأندية مستقبلاً على بناء الأكاديميات في مرحلة تطوير لاحقة». ورداً على ما طاول لجنة التطوير من انتقادات على خلفية إصرارها على بقاء بيسيرو في منصبه سابقاً، قال: «تعلمت من والدي الأمير فيصل بن فهد، وخلال عملي مع الأمير سلطان بن فهد أن أكون المسؤول دائماً في حال الإخفاق، كما حدث في نهائيات كأس العالم 2002، وكأس أمم آسيا 2004، حينما كنت أترأس بعثة المنتخب السعودي في كل من البطولتين، على رغم أن الأسباب كانت كثيرة جداً في ذلك الوقت، وتحمل المسؤولية أمر لا بد على الإنسان معرفته خصوصاً إذا ما شغل منصباً كهذا، أما ما يخص تحملي مسؤولية بقاء بيسيرو فلجنة التطوير الخاصة بالمنتخبات اعتمدت فقط من أجل تطوير المنتخبات، ووضعت بالتالي تقاريرها، ووضعت آلية ثم وضعت الحلول التي يجب اتخاذها، وكان من ضمن هذه الحلول أن يتم جلب طاقم فني عالمي يدير الأجهزة التدريبية للمنتخبات السعودية كافة، وأن يكون مع المنتخب فترة زمنية معينة يقوم بعدها باتخاذ القرارات المناسبة تجاه المدربين، وحينها بحثنا ملفات المدربين العالميين المتاحين ووجدنا أن أفضل المدربين يرتبطون مع منتخبات، فتم الإجماع على بقاء بيسيرو حتى يتم تطبيق قرار جلب الطاقم الفني». وعن نائبه في الفترة المقبلة قال: «النائب أمر يقره ولي الأمر وليس قراراً اتخذه بنفسي، ومثل هذه الأمور تقر في حينها لما يناسب المرحلة الحالية، وبحكم أن تقرير النائب يتم عن طريق انتخابات، فأتمنى شخصياً اختيار رجال أعمال في حال وجوده ضمن المرشحين، كونهم يملكون الخبرات الكافية لجلب الأطقم المناسبة على الأصعدة كافة، التجارية منها، والفنية، إضافة إلى دعمهم المستمر». وكان مدير «الأخضر» فهد المصيبيح رفض التعليق على مشاركة المدرب ناصر الجوهر بالقائمة التي شاركت في مباراة الأردن وعدم إشراك اللاعبين الشباب الذين كان يتوقع منهم تقديم مستوى مميز في المباراة، وقال: «هذه الامور فنية لا اتدخل فيها ولا أعلق عليها، والمدرب ناصر الجوهر لديه الخبرة الكافية في التعامل مثل تلك المواجهات». وقدم المصيبيح اعتذاره للجمهور السعودي على ما حدث، قائلاً: «نحن نتحمل المسؤولية كاملة على الاخفاقات التي حصلت في البطولة الآسيوية ونتطلع للافضل بإذن الله مستقبلاً، وفي مباراة اليابان اتضح ان هناك جملة أخطاء وتراكمات سابقة وكبيرة بحاجة لإعادة ترتيب الأوراق، وهي سلبيات عدة سنعمل على تلافيها مستقبلاً». ولاحقاً أصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم بياناً عبر وكالة الأنباء السعودية يفصّل القرارات التي اتخذها الرئيس العام لرعاية الشباب، وهي على النحو الآتي: أولاً: قبول استقالة فهد المصيبيح من عمله مديراً للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، وقبول استقالة زملائه العاملين معه في إدارة المنتخب، مع شكرهم. ثانياً: إنهاء مهمة المدرب ناصر الجوهر بانتهاء المباراة التي شارك فيها المنتخب أمس (الاثنين) ضد منتخب اليابان. ثالثاً: إعادة هيكلة إدارة المنتخب بحيث تكون قادرة على تحمّل مسؤولية برامج التطوير بواسطة عدد من ذوي القدرة والكفاءة المميّزة. وأوضح الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل في البيان أنه يجري الآن الإعداد لاجتماع مع ذوي الاختصاص ومسؤولي الأندية لمناقشة كل الأوضاع الخاصة بكرة القدم وفي ما يخص بالذات المنتخب الأول، ولوضع آلية جديدة في ما يتعلق بأسلوب المكافآت للاعب المُجِد والحسومات للاعب الذي يكون أداؤه متواضعاً وفق أنظمة الاحتراف الدولية والمحلية. وتمنّى الأمير نواف بن فيصل أن يعي اللاعبون «أهمية ارتداء شعار الوطن، وأن مَنْ لا يتحمل المسؤولية لا شك لن يكون له مكان في المنتخب».