أعلن المستشار الإعلامي لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) عدنان أبو حسنة أن مديري عمليات «اونروا» في قطاع غزة جون غينغ والضفة الغربية بربارا شنستون استقالا من منصبيهما أخيراً. وقال أبو حسنة ل «الحياة» أمس إن «غينغ استقال من منصبه الذي شغله منذ شباط (فبراير) 2006، وسينتقل للعمل في منصب رفيع في الأممالمتحدة رئيساً لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية في العالم (اوتشا) في نيويورك اعتباراً من الأول من الشهر المقبل». وأضاف أن «شنستون استقالت من منصبها الذي شغلته منذ العام 2005، وستنهي عملها نهاية الشهر الجاري»، علماً أن مدة عملها لم تنته بعد. ورفض الإفصاح عن أسباب استقالتها. وأشاد أبو حسنة بجهود غينغ الذي «أثبت خلال سنوات عمله المتواصل في قطاع غزة، وخلال الأزمات، أنه مدافع أصيل وقوي عن حقوق الفلسطينيين، خصوصاً اللاجئين، وعمل جاهداً على تحسين أوضاعهم المعيشية». ورأى أن الفلسطينيين في القطاع «يعرفون ما فعله غينغ من أجلهم قبل الحرب الأخيرة على القطاع، وأثناءها وبعدها»، موضحاً أن غينغ «كان يعمل ليلاً ونهاراً من أجل فقراء غزة ومواطنيها، وتخلى عن حياته الخاصة وإجازاته، ولم يكن له بيت سوى غزة، وكان مدافعاً، لا يكل ولا يلين، عن قضايا اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم». ولفت أبو حسنة الى «أن عمليات اونروا تطورت في عهده، خصوصاً في مجالي التعليم والصحة في صورة لم يسبق لها مثيل». يذكر ان غينع، الإرلندي الأصل، وقف مدافعاً في العالم عن قطاع غزة بعدما أحكمت اسرائيل في عام 2006 حصارها المشدد على القطاع في أعقاب سيطرة حركة «حماس» عليه. وتصدى غينغ، أثناء العدوان على غزة الذي دام 22 يوماً وانتهى في مثل هذا اليوم من عام 2009، للرواية الإسرائيلية، وفند مزاعم تل أبيب إزاء قتل المدنيين وقصف منازلهم وتدميرها، وقصف مدارس ومخازن تابعة للمنظمة الدولية. وساهم غينغ في دعوة الكثير من المسؤولين الأممين والأوروبيين والأميركيين، واستقبالهم في غزة، وبينهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي زار القطاع مرتين بعد انتهاء الحرب. كما ناشد العالم مراراً وسعى للحصول على تمويل كبير ل «اونروا» في القطاع، لتطوير قطاعي الصحة والتعليم وزاد من حجم الخدمات التي تقدمها لنحو 1.2 مليون لاجئ في غزة. لكن إعلاميين ومراقبين في «اونروا» يرون أن انجازه الأكبر كان في القضاء على الفساد الذي استشرى في مؤسسات «اونروا» في القطاع، خصوصاً في المشتريات والخدمات وغيرها. وحالت سيارة الجيب المصفحة التي يتنقل بها غينغ بينه وبين الموت، عندما تعرض لمحاولة اغتيال في مطلع 2007. ولم تمنعه محاولة اغتياله من التنقل بحرية في طول القطاع وعرضه، وواصل حملات تطهير الوكالة من الفساد، تلك الحملات التي يُعتقد أنها كانت وراء محاولة الخلاص منه.