يشهد المسجد الأقصى المبارك حالة من التوتر الشديد في ظل استمرار انتشار «قوات خاصة» إسرائيلية داخل ساحاته والاعتداء على المصلين. واقتحمت «قوات خاصة» تابعة لجيش الاحتلال صباح أمس المسجد الأقصى وانتشرت في باحاته المختلفة، واعتدت على المصلين في المسجد القبلي تزامناً مع اقتحامات المستوطنين للمسجد، ما أثار التوتر الشديد بين المُصلين والمعتكفين. وكانت سلطات الاحتلال فتحت باب المغاربة وسمحت للمستوطنين بالدخول منه ضمن فترة الاقتحامات الصباحية. وخلال ذلك، اقتحمت قوات كبيرة من «الوحدات الخاصة» المسجد وحاصرت المصلين المعتكفين الصائمين داخل المصلى القبلي، وسط تعالي أصواتهم بالتكبير احتجاجاً على الاقتحام، خصوصاً في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك. ونتيجة الاعتداء، أصيب العشرات من المصلين بحالات الاختناق داخل المصلى القبلي بعد إطلاق قنابل الغاز المدمع صوبهم ورش غاز الفلفل. وقال مدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، إن القوات الخاصة التي اقتحمت المسجد اعتقلت اثنين من المسلمين الأجانب، وانتشرت في باحاته ومرافقه، خصوصاً أمام أبواب الجامع القبلي، وسط أجواء متوترة. واعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية الاعتداء على الأقصى وتحطيم أبواب الجامع القبلي فيه واعتقال معتكفين، استمراراً للعربدة وإرهاب الدولة الذي يأتي بالتزامن مع نيات رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو إعلان باب العمود منطقة عسكرية مغلقة. ودعت في بيان أمس، الدول العربية والإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي ولجنة القدس، إلى التحرك العاجل على الصعيد الدولي لحماية المسجد وسائر المقدسات، والضغط على دولة الاحتلال لرفع يدها عنها، وضمان عدم التمادي في استهدافها. وأكدت أن الإرهاب الإسرائيلي المتواصل في الأقصى ومواصلة العدوان على المقدسات الإسلامية والمسيحية ينبغي أن يدفع مجلس الأمن ومنظمة الأممالمتحدة إلى التحرك قبل فوات الأوان، وإلزام إسرائيل الانصياع للقانون والقرارات الدولية. وحيت المؤسسات الصحافية المقدسية التي تنقل صوت القدس ووجع أهلها وقهرهم، وحضت وسائل الإعلام على عدم استخدام مصطلح «منطقة معقمة» في شأن مخططات إسرائيل في باب العمود لما تحمله من عنصرية سوداء وتحريف لحقيقة أن الاحتلال هو السرطان الذي يجب استئصاله منذ 50 عاماً.