ترجّل الفريق أول عثمان المحرج من منصبه في قيادة الأمن العام بالمملكة، بعد بضع سنوات قضاها في هذا المنصب، وسنوات طوال قضاها في منصبه السابق مديراً عاماً لمديرية مكافحة المخدرات في المملكة. المحرج الذي اشتهر بدماثة الخلق، وحسن التعامل، استطاع أن يفرض بصمته على فريقه، فمثله هم يتعاملون مع كل القادمين بطيب وأريحية. والفريق المحرج بدأ أول اهتمامه بالأمن عند التحاقه بكلية قوى الأمن الداخلي التي تخرج منها عام 1398ه، ليبدأ حياته العملية محققاً جنائياً، ويصعد بها إلى ضابط بحث وتحرٍّ وتحقيق جنائي بشرطة منطقة الرياض، ليعين لنجاحاته رئيساً لقسم التحقيق الجنائي في إدارة التحريات بشرطة الرياض. خرج بعدها من مدينة الرياض، ليكون مديراً لمركز شرطة الزلفي، ويعود بعدها إلى الرياض مساعداً لمدير شرطة النسيم، ومديراً لمركز شرطة المطار، ثم مديراً لإدارة التحقيقات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض، ثم عُيّن مديراً لإدارة شؤون المكافحة بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات. والتحق المحرج للعمل بوكالة وزارة الداخلية للشؤون الأمنية مستشاراً أمنياً، ثم عُيّن مديراً للإدارة العامة لمكافحة المخدرات عام 1428ه، ثم مديراً للأمن العام 1435ه، ونال الثقة الملكية الكريمة بترقيته إلى رتبة فريق 1436ه. ويحرص المحرج في كل لقاءاته بالإعلاميين على تذكيرهم بدورهم الرائد في كشف الحقيقة، ويبتسم معهم ويتجاذب معهم أطراف الحديث، ويسر لهم بحديث جاد عن العلاقة التكاملية بين الطرفين. ولا يخلو حديثه من الدقة والصرامة، وتوزيع الاختصاصات والمسؤوليات مع زملائه في المديرية ليتعاونوا مع الإعلام في الإجابة عن كل الأسئلة التي تؤرق الشارع العام. فعندما سُئل مرة عن إحصاءات الجرائم التي وقعت في العام الفائت، أكد أنها من اختصاص المتحدث الأمني الذي يصدر عنه بياناً سنوياً لإيضاح الصورة، فيما جاوب بشكل مباشر عن التفريق بين اختصاصات الشرطة وهيئة التحقيق والإدعاء العام. ولا يفارق المحرج ابتساماته، وإن كان السؤال دقيقاً، وخارجاً عن سياق اللقاء، بل بابتسامة صافية يجيب على سؤال السائل. ومع خبراته الواسعة، فإن الإجابة كانت حاضرة دائماً في ذهن الفريق، وهو الذي يعلم بكثير من المعلومات التي ترسخت لديه عبر أكثر من 40 عاماً قضاها في أروقة الأمن متنقلاً بين كثير من المواقع، حاظياً بثقة القيادة، وتطلعات المسؤولين وآمال المواطنين. ويعرف عن المحرج أنه رجل الميدان الأول، فهو ميداني منذ اللحظة الأولى لعمله في الأمن، واستمرت معه هذه العادة، وهو يحضر صباح مساء في أروقة الأمن العام، يراقب معه صورة عمل الأمس الذي فات، وينشر صورة الغد الذي يفتحه أمامه. وترجل الفريق بأمر ملكي صدر أمس، بإحالته إلى التقاعد وإنهاء خدماته العسكرية، ليطوي بذلك صفحة من تاريخه العسكري المشرف.