تمثّل التصاميم الإسلامية بتشكيلاتها بدءاً من النجوم والمعينات البسيطة إلى الأشكال الهندسية المتساوية الأضلاع والزوايا كالمسدّس والمثمن والمثلث والمربع والمخمّس ملجأ لفناني الخيامية، فيملأون بها المساحات ويتركون بعضها فارغاً لتكوين أشكال زخرفية تستوقف كل من يراها. اقتصر استخدام الخيامية، وهي نوع مزركش مبهج من الأقمشة، على سرادقات التهنئة بالزواج. وهنا توظف الألوان المبهجة منه وفي التعازي مع الألوان القاتمة، وفي المطاعم والمتاجر خلال شهر رمضان. لكن قبل ثلاث سنوات، بدأ انتشارها وطوعت على هيئة قطع ديكور يمكن توظيفها بصور عدة في المنازل خصوصاً خلال شهر رمضان. ولم تتوقف رسوم الخيامية في مصر عند التصاميم الإسلامية، بل تحولت إلى شخصيات رمضانية محببة مثل بوجي وطمطم وسمورة وفطوطة والشيخ الشعراوي والمفتش كرومبو وبكار، وأخيراً أبلة فاهيتا وغيرها من الشخصيات الكرتونية الشهيرة، كما ظهرت طبعات لبائع الكنافة البلدي وعربات الفول والترمس والبطاطا ومدفع الإفطار، إضافة إلى أشكال الهلال والنجمة والفانوس المثلث. يقول صاحب أحد متاجر الأقمشة في زنقة الستات في الإسكندرية صابر المنصوري: «الخيامية كانت فناً يدوياً بامتياز، فهي فن الألوان الزاهية والخيوط البارزة على الجدارن ومعلقات الحائط، والطلب يزداد عليها منذ ثلاث سنوات، ما جعل التجار يتحولون إلى القماش المطبوع. كما تحول قماش الخيامية وكان يتكون من طبقتين، واحدة ناعمة من القطن وأخرى خشنة من الكتان، إلى قماش الألياف الخفيف والخامات المصنوعة من مشتقات النفط، وبذلك تحول فن الفراشة أو الخيامية في شهر رمضان إلى شكل بلا مضمون ولا هوية». ويقول سيد عزيز، وهو شيخ الخيامين ل «الحياة»: «عندما ينتهي شهر رمضان نعود إلى صنع الخيامية يدوياً، فهي مهنة تتطلب الدقة والصبر، والقطعة تستغرق ما بين عشرة أيام وثلاثة أشهر. الخيامية تبدأ بالتصميم ثم قص وحدات القماش بدقة وحياكتها بطريقة اللفقة المخفية التي لا تظهر أي خياطات على السطح الخارجي للقماش». يرتبط انتشار الخيامية بعودة الفوانيس الخشب المصنوعة يدوياً التي تغلف بالخيامية، كما تقول إحدى مسوقات الخيامية إلكترونياً روان علاء، مضيفة: «فتح الفانوس الباب أمام الخيامية المطبوعة، فالبيوت العربية تحولت إلى خيم رمضانية عبر الخيامية. ومنها تُصنع مفارش ووسائد الجلسات العربية ولوحات تعلق على الجدران ووحدات إضاءة وعناقيد للزينة ومجسمات لعربات الفول والترمس والبطاطا ومدفع الإفطار، وذلك لإضفاء روح رمضانية مميزة». ويُرجع الباحث في التراث الإسلامي في جامعة دمنهور ناجي عباس الظهور الأول للخيامية إلى العصور المصرية القديمة، قائلاً: «بدأ ضهورها في مصر الفرعونية بدليل العثور على مظلّة وخيمة للرحلات في الدولة الوسطى، ثم تطور بعد دخول الإسلام مصر خصوصاً في عصر المماليك، واستمر حتى وصل إلينا».