دشّنت منظمة «يونيسيف» مشروعاً لإمداد 400 ألف شخص في مدينة تعز (جنوب غربي اليمن) بالمياه النقية عبر شبكة المياه العامة، في أكثر الأحياء تضرّراً في صالة والمظفّر والقاهرة والتعزية. وافتتحت ممثّلة «يونيسيف» في اليمن ميريتشل ريلانيو تشغيل حقل المياه في منطقة حبير والحيمة في مديرية ذي السفال في محافظة إب (جنوبصنعاء)، وهو عبارة عن حقل يحتوي على 21 بئراً، تم فحص 17 حتى الآن، ودشّن الضخّ من عشرة آبار إلى مدينة تعز على مسافة 25 كيلومتراً تقريباً. ويموّل المشروع الذي تدعمه المنظّمة «بنك الإعمار الألماني» (كي إف دبليو) ومكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). واعتبر الناطق باسم «يونيسيف» في اليمن محمد الأسعدي أن المشروع «نقلة نوعية في الاستثمار في البنية التحتية». ولفت إلى أنه «سيخدم أكثر من 100 ألف شخص في المناطق المحيطة بالحقل التابعة لمحافظة إب، والتي تضم النازحين من مدينة تعز». ويعاني سكان تعز من أزمة مياه مزمنة، ازدادت حدّتها مع اندلاع المواجهات المسلّحة في نيسان (أبريل) 2015. وقال أبو مجد هلال (أحد المستفيدين)، إنه وبقية السكان في حي الضبوعة وسط مدينة تعز «يعتمدون كلياً على مياه الصهاريج التي وإن كانت معقولة الثمن، لكن في ظل الوضع الأمني المتردّي في المدينة وحالة الفقر التي أصابت الناس بات توفير المياه أمراً مؤرقاً». وتزداد مخاوف المواطنين مع تفشّي وباء الكوليرا أخيراً، حيث تقع تعز في المرتبة الخامسة بين أكثر المحافظات تأثّراً بوباء الكوليرا والإسهالات المائية الحادّة. وقال الأسعدي: «خلال العامين الماضيين أنفقت «يونيسيف» أموالاً طائلة في سبيل توفير المياه الصالحة للشرب، من طريق إنشاء عشرات نقاط توزيع المياه عبر شركاء محليين، ودعم مؤسسة المياه والصرف الصحي بالوقود لضخّ المياه للأحياء السكنية». وأكد أن دعم «يونيسيف» مشاريع المياه «يُعتبر أحد أهم التدخّلات الوقائية في مواجهة وباء الكوليرا والإسهالات المائية الحادّة، إذ تعدّ المياه الملوثة أحد أهم أسباب تفشّي الوباء». وأجرت المنظّمة صيانة للآبار وإعادة تأهيلها ونظام إمدادات المياه في مدينة تعز، وتوفير مولّدات الطاقة ومضخّات المياه والمعدّات التابعة لها، بما فيها تركيب حاقنات الكلور لتعقيم مياه الآبار، فضلاً عن توفير ورش صيانة متنقّلة. وأكدت «المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي» في تعز، أن المياه التي تُضخّ من الآبار ستُجمع في الخزّانات المركزية في مدينة تعز، لبدء توزيع المياه على الأحياء المختلفة. وتوقّعت أن «تصل دورة المياه للمستفيدين كل 20 يوماً في المتوسّط». كما ستُجري تقويماً للشبكة وما لحق بها من أضرار بسبب الحرب، لصيانتها والحدّ من فاقد المياه.