غابت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وألمانيا وتركيا والبرازيل، عن زيارة لوفد من سبعة مندوبين يمثلون دولاً صديقة لطهران أو «محايدة»، جالوا في منشأة نووية إيرانية أمس، في ما اعتبرته طهران «تبديداً لفرصة تاريخية». وقال المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية ان ممثلين عن «دول عدم الانحياز ومجموعة ال77 وجامعة الدول العربية وسورية وفنزويلا وسلطنة عمان، يشاركون في الزيارة». وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن الوفد يضم المندوبين المصري والكوبي عن 130 بلداً عضواً في عدم الانحياز ومجموعة ال77، والمندوب العُماني الذي ترأس بلاده دورة الجامعة العربية، والمندوب السوري الذي تمثل بلاده الجامعة العربية في الوكالة الذرية، إضافة الى الممثل الجزائري والسفير الفنزويلي بوصفه «ضيفاً خاصاً». وأفادت وكالة «مهر» بأنه كان مقرراً أن يشارك ممثلا الصين وروسيا «لكنهما لم يحضرا بسبب عدم التنسيق»، فيما عزا سلطانية عدم حضورهما الى مشكلة في التوقيت. واعتبر سلطانية ان الاتحاد الأوروبي يخطئ في ربط الزيارة بعمليات التفتيش التي تنفذها الوكالة الذرية، مؤكداً ان «لا علاقة» بين المسألتين. وقال: «إيران دعت دولاً أخرى، لاسيما الاتحاد الأوروبي، لإظهار حسن نيتها، لكن هذه الدول بدّدت الفرصة التاريخية لتطوير التعاون، والاطلاع على النشاطات الإيرانية السلمية. نحن نحترم قرارها». ورفض الاتحاد الأوروبي الدعوة، على غرار روسيا والصين، فيما لم تُوجّه إلى الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. كما غابت تركيا والبرازيل اللتان أبرمتا مع إيران اتفاقاً لتبادل الوقود النووي. لكن سلطانية شكر خلال زيارة الوفد لمصنع آراك، «ممثلي سورية وفنزويلا والصين لوجودهم»، من دون كشف هوية المندوب الصيني أو صفته. وأشار الى ان «السفراء والمندوبين رحبوا بالمبادرة الإيرانية، واعتبروها مؤشراً الى شفافية النشاطات النووية الإيرانية». وذكّر سلطانية بزيارة مشابهة لديبلوماسيين من مجموعة عدم الانحياز لمنشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان، في شباط (فبراير) 2007. الى ذلك، عرض وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي أكبر صالحي على الوفد في آراك، «ثلاثة إنجازات جديدة في مجال استخدام التكنولوجيا النووية» طبياً، قبل زيارة الوفد اليوم منشأة ناتانز لتخصيب اليورانيوم. واعتبر صالحي، وهو رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، ان الدول الغربية «ارتكبت خطأً» برفضها المشاركة في الجولة التي «تكشف صدق إيران وأدائها في نشاطاتها النووية». وزاد: «إيران فتحت أبوابها للمجتمع الدولي، إذ لا شيء لديها لتخفيه. ان حقيقة الطابع السلمي لنشاطاتنا، ستظهر مع الزمن». ودعا الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني الى «اغتنام فرصة محادثاتها مع إيران في إسطنبول» الأسبوع المقبل، «لتجد وسيلة تحفظ ماء وجهها، من أجل تسوية هذا الملف الذي أوجدوه». وأضاف: «العقوبات الأخيرة لم تسبّب أي مشكلة لنشاطاتنا النووية التي نواصلها بقوة، خصوصاً التخصيب. بنينا مصنعاً جديداً في أصفهان لإنتاج الوقود (للمفاعلات الذرية) وستتمكنون في غضون شهور من زيارته، وهو من بين الأحدث في العالم». وتزامنت الجولة على منشأة آراك، مع إعلان قائد بحرية «الحرس الثوري» الجنرال علي فدوي ان طائرتي «تجسس» كان «الحرس» أعلن مطلع الشهر الجاري إسقاطهما في مياه الخليج، هما أميركيتان و»سنعرضهما في الوقت المناسب». وكان الأسطول الأميركي الخامس، نفى علمه بالأمر، لكن وكالة «فارس» نقلت عن فدوي قوله إن «الأميركيين يعتبرون انهم يملكون افضل التقنيات والتكنولوجيا، ومن الطبيعي أن يرفضوا قبول حقائق مشابهة بسهولة». وشدد على أن الطائرتين من دون طيار وتعتبران «من الأحدث لدى البحرية الأميركية». على صعيد آخر، قال النائب الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه، أن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) ستعرض على المجلس «خلال الأسابيع المقبلة»، مشروعاً لخفض العلاقات مع دولة الإمارات، «لأسباب بينها سوء تعاملها مع الإيرانيين».