على رغم الخسائر الكبيرة التي نتجت عن الهجمات الإلكترونية الأخيرة وخصوصاً برمجية «الفدية» (وانا كراي) التي ضربت أكثر من 300 ألف جهاز حول العالم، استطاع بعض الشركات الاستفادة من الهجمات لتحقيق أرباح، خصوصاً تلك التي تعمل في مجال الأمن الإلكتروني والحماية. وارتفع سهم شركة «سوفوس» البريطانية أكثر من 7 في المئة دفعة واحدة في بورصة لندن، في حين ارتفعت أسهم شركات مدرجة في بورصة «وول ستريت» أيضاً، على غرار سهم شركة «فاير آي»، الذي ربح نحو 7 في المئة، وسهم «بالو ألتو نتووركس»، الذي ربح نحو 4 في المئة، وسهم شركة «سيسكو سيستمز»، عملاقة الشبكات والأمن المعلوماتي التي يصل إجمالي مبيعاتها كل سنة إلى 49 بليون دولار . واعتماداً على آخر الإحصاءات السويسرية، تهيمن «سيسكو سيستمز» على 15 في المئة من الأسواق العالمية الخاصة بقطاع الأمن المعلوماتي. وفي ما يتعلق بميول الأسواق، يفيد محللون سويسريون بأن غالبية الشركات حول العالم استثمرت في قطاع المعلوماتية، من دون أن تسعى بصورة موازية إلى تعزيز الأمن الخاص بأنظمتها المعلوماتية. بيد أن هذه العادة ستتغير بسرعة، إذ يتوقع خبراء أن تزيد الشركات الأوروبية والسويسرية إنفاقها على أمنها الإلكتروني بنسبة 10 في المئة بحلول عام 2020. وعلى رأس هذه الشركات، نرى تلك المُدرجة أسهمها في البورصات الدولية ولديها في الوقت ذاته، كمية هائلة من المعطيات الحساسة التي تسير كل يوم داخل «شرايين» أنظمتها المعلوماتية. ولا شك في أن شركات المال هي المعنية أكثر من غيرها بتغيير سياساتها الأمنية. على الصعيد السويسري، تعتبر أي عملية اختراق أمني لنظام أي شركة مال «عاراً» من شأنه زعزعة ثقة الزبائن بها، وهو ما تحاول كل الشركات تفاديه بشدة لما فيه من أضرار على السمعة والتنافسية معاً. وتمكنت شركات الأمن المعلوماتي في السنوات الخمسة الأخيرة من تعزيز أرباحها بنحو 55 في المئة، أي أقل قليلاً من أرباح شركات التكنولوجيا التي عززت أرباحها 65 في المئة في بورصة «ناسداك». وتألقت شركة «تشيك بوينت سوفتوير تكنولوجيز» الإسرائيلية، من جهة الخدمات التنافسية والأرباح، بفضل تفعيل خدمة طوارئ أمنية معلوماتية إلى جانب خدمة خرائط تفاعلية تتابع تطورات الهجمات الالكترونية حول العالم لحظة بلحظة. واستطاعت الشركة أن تجذب المستثمرين من كل أنحاء العالم ومن سويسرا، خصوصاً بعدما ارتفعت قيمة أسهمها في السنوات الخمس الأخيرة نحو 80 في المئة في البورصات الأميركية. ووصل مجموع هذه الاستثمارات في السنتين الأخيرتين إلى 65 بليون دولار.