ثمة رقم مخيف حقّاً. إذ بيّن التقرير السنوي «سيسكو سيستمز» Cisco Systems للعام 2014، أن الأجهزة الذكيّة التي تعمل بنظام «آندرويد» تتحمّل وطأة 99 في المئة من البرمجيات الخبيثة (أي الهجمات الإلكترونيّة وفيروساتها). وأرجع التقرير هذا الأمر إلى اعتماد «آندرويد» على لغة «جافا» Java في البرمجة، وأكّد أن الفيروسات من نوع «حصان طروادة» هي العتلة الأكثر استخداماً في ضرب نظام «آندرويد» عبر ال «ويب». ولاحظت شركة «سيمانتك» Symantec المتخصّصة في الأمن المعلوماتي، أن قرابة 272 من الفيروسات الرقمية، من بينها 5 أجيال جديدة، تضرب التطبيقات المستندة إلى نظام التشغيل «آندرويد»، وفق مسح إحصائي للسنة الفائتة انتهت «سيمانتك» من إعداده أخيراً. وتنوّعت أهداف هذه الفيروسات بين محاولة سرقة المعلومات الشخصيّة والماليّة، وتعقّب الأفراد، واستغلال الهاتف الذكيّ لتحميل صاحبه كلفة اتصالات يجريها المخترقون، وإضافة عروض الإعلانات. وفي الصيف الفائت، صدرت دراسة مشتركة ل «سيمانتك» و «سوفوس» (كلاهما متخصص بأمن المعلومات)، بيّنت أن فيروساً انتشر بسرعة البرق على تطبيقات ال «آندرويد» بعد أن اتّخذ شكل برنامج لمحاربة الفيروسات الإلكترونيّة! ولأن اسم البرنامج الزائف كان «آندرويد ديفاندر آبلكايشن» Android Defender App (ترجمتها «المدافع عن آندرويد»)، سمّته الشركتان «مُضاد الفيروسات الزائف» Fake Anti Virus. ويزيد الأمر تعقيداً أن مؤسسة «بيو للبحوث» PIO، وهي مؤسسة أميركية تتبّع الاستخدامات الشائعة للأجهزة الرقمية، يعتمد 51 من الأميركيين على الإنترنت في معاملاتهم المصرفية، كما يستعمل 35 في المئة منهم الهواتف الذكيّة في هذا الأمر، خصوصاً عبر تطبيقات «آندرويد». ووفق تقرير ل «سيسكو» أيضاً، باتت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا معتمدة بشدّة على الأجهزة الذكيّة التي يتوقع وصولها إلى 598 مليوناً في 2018. ووفقاً لدراسة حديثة أعدّتها شركة «سيسكو» أيضاً، يجهل 65 في المئة من الموظفين في الشرق الأوسط الأخطار المُهدّدة اللأجهزة الشخصيّة، خصوصاً الأجهزة الذكيّة. بالاختصار، ليس من المنطقي أن نحمل أجهزة معقدة ومتطوّرة ومتقدّمة تقنيّاً، ثم نكتفي بدور الطيب القلب. لم يعد الانخراط في التقنيّة مجرد خيار آخر، بل صار أمراً واقعيّاً يجدر الإصرار عليه بجدية تامة. لكن، ماذا عن الجمهور العربي الذي يعيش ضمن دول ومجتمعات لم تتعامل مع التقنيّات المتتالية منذ الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر لحد الآن، إلا باعتباره مستهلكاً ومتلقياً، بل مجرد مستعمل يملك الكثير من طيبة القلب أيضاً؟ يحتاج هذا السؤال إلى نقاش مختلف.