تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، بحثا خلاله في العلاقات الثنائية والعمل من أجل الأمن والاستقرار في المنطقة، وتطرقا إلى الأزمة القطرية التي تزداد تعقيداً. وشدد مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته في جدة ليل الإثنين- الثلثاء برئاسة خادم الحرمين على أن الكيانات والأشخاص الذين ضموا إلى لائحة الإرهاب يخدمون «أجندات مشبوهة، في مؤشر إلى ازدواجية السياسة القطرية التي تعلن محاربة الإرهاب من جهة، وتمول وتدعم وتؤوي مختلف التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى». ومع إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عشية زيارته السعودية اليوم، معارضته عزل قطر، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن مقاطعة الدوحة عمل «لاإنساني وحكم بالإعدام»، ودعا وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف إلى حوار في المنطقة وقال إن «السبيل الوحيد لتسوية الأزمة يكمن في المحادثات السلمية والقائمة على أسس المودة». وأضاف أن «طهران ترغب بأن يعم الأمن والاستقرار الجوار الإقليمي». وأكد العاهل المغربي الملك محمد السادس دعمه «الكامل لجهود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الرامية إلى رأب صدع البيت الخليجي». وأوضح بيان أن الملك محمد السادس أعرب في رسالة سلمها وزير الخارجية ناصر بوريطة إلى الشيخ صباح أمس، عن دعمه الكامل مساعي الأمير وجهوده لاحتواء الأزمة، وإزالة الخلافات بالحوار بين الأشقاء». وسيزور بوريطة بعض دول مجلس التعاون الخليجي لهذا الغرض. وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس خلال جلسة استماع أمام الكونغرس، إن عزل قطر «مسألة معقدة للغاية»، ودعا إلى حلها ب «التفاهم». وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الوساطة الكويتية «لا تمنع تحقيق قطر ما طرحته الدول الأربع من أمور واضحة يجب التعامل معها»، وثمن جهود أمير الكويت، بعدما أجرى اتصالاً مع نظيره الكويتي. وأوضح في تصريحات أدلى بها إلى الوفد الإعلامي المرافق للرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارته ألمانيا، أن «الأوضاع في المنطقة بصفة عامة والموقف الأخير من قطر بصفة خاصة كانت محل بحث مع الجانب الألماني»، مؤكداً أن برلين «لم تكن لديها وجهة نظر مخالفة لمصر وبقية الدول المقاطعة، ولكن كانت لديها رغبة في الاستماع إلى حقيقة الموقف وتفاصيل الدوافع المصرية والعربية». من جهة أخرى، أغلقت السعودية والإمارات مجاليهما الجويين أمام الطيران القطري «لحماية مواطنيهما». وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية أمس، أن إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات القادمة من قطر يندرج ضمن الحقوق السيادية للمملكة و «حماية المواطنين من أي تهديد». وصدرت بيانات مماثلة من الإمارات والبحرين بعد المقابلة التي أجرتها محطة «سي أن أن» مع الرئيس التنفيذي لشركة «الخطوط الجوية القطرية» أكبر الباكر انتقد خلالها الدول الثلاث. وتؤيد الإماراتوقطر منذ وقت طويل اتفاقات الأجواء المفتوحة التي ترفع القيود عن السفر بين الدول. وساعدت هذه السياسات كبرى شركات الطيران في المنطقة على تحويل مطارات بلدانها إلى مراكز لانتقال المسافرين بين الغرب والشرق. وقال جون ستريكلاند وهو مستشار مستقل في شؤون الطيران: «من وجهة نظر الصناعة فإنه أمر مؤسف ومحبط أن تتأثر خطوط الطيران بالحساسيات السياسية الأوسع التي تعطل المنافسة وخيارات المستهلكين التي تشتهر بها المنطقة». وأصبحت وجهات الطيران في المنطقة وعددها 18 غير متاحة للخطوط الجوية القطرية التي اضطرت أيضا إلى إغلاق مكاتبها في السعودية والإمارات. وناشد الباكر المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) التابعة للأمم المتحدة التي تدير اتفاقية شيكاغو لحرية تحليق الطيران المدني، إعلان هذا الإجراء غير قانوني. وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات أنها ملتزمة تماماً هذه الاتفاقية، لكنها تحتفظ بحقها السيادي الذي يكفله لها القانون الدولي، باتخاذ تدابير احترازية لحماية أمنها الوطني إذا اقتضت الضرورة. وطلبت هيئات الطيران في الدول الثلاث أيضاً من الطائرات الخاصة والرحلات العارضة غير القطرية من الدوحة وإليها، الحصول على ترخيص مسبق خلال ما لا يقل عن 24 ساعة قبل عبور مجالها الجوي. وأضافت أن طلب الترخيص يجب أن يتضمن قائمة بأسماء طواقم الطائرات وركابها وجنسياتهم، وحمولتها. وتجري قطر التي كانت تستورد 80 في المئة من حاجاتها الغذائية محادثات أيضاً مع إيران وتركيا لتأمين المياه والمواد الغذائية.