علقت ست شركات طيران رحلاتها الجوية من وإلى قطر، ودعا عدد منها العملاء إلى استعادة قيمة حجز تذاكر الطيران أو إعادة الحجز إلى وجهات أخرى، من دون أي رسوم، وسط توقعات بخسائر فادحة لشركة الخطوط الجوية القطرية. وبادرت السعودية بإيقاف جميع الرحلات من وإلى قطر، ابتداءً من صباح أمس (الإثنين)، ومنها الخطوط السعودية، وقررت شركة طيران خليج البحرين وقف الرحلات اليومية من وإلى الدوحة اعتباراً من منتصف ليل أمس (الإثنين)، حتى إشعار آخر، وتبعتها مصر للطيران بتعليق رحلاتها المتجهة إلى الدوحة، إلى حين صدور إشعار آخر في شأن إقلاع الرحلات بين القاهرةوقطر. وقررت شركة طيران الإمارات تعليق جميع رحلاتها من وإلى الدوحة اعتباراً من صباح اليوم (الثلثاء)، وذلك بناءً على تعليمات من الحكومة الإماراتية، إضافة إلى شركة فلاي دبي، التي أعلنت تعليق جميع رحلاتها من دبيوالدوحة اعتباراً من اليوم. وأصدرت الهيئة العامة للطيران المدني بياناً أمس، يؤكد منع شركات الطيران القطرية وطائراتها من الهبوط في مطارات المملكة في شكل فوري، بقرار حاسم، وطالبت كل شركات الطيران والطائرات غير المسجلة في المملكة أو قطر، والراغبة في عبور أجواء المملكة من قطر وإليها، التواصل معها خلال أسبوع من تاريخه لمعرفة الإجراءات اللازمة لاستمرار التشغيل عبر الأجواء السعودية. وأصدرت الهيئة هذا التعميم إلى كل شركات الطيران المشغّلة من مطارات المملكة العربية السعودية وإليها. كما أصدرت الخطوط السعودية بياناً تؤكد فيه إيقاف جميع رحلاتها من وإلى قطر، مع إمكان استعادة تذاكر السفر المؤكدة الحجز من وإلى الدوحة، قبل إعلان القرار، ولهم الحرية في تغيير وجهات سفرهم أو استرجاع قيمة تذاكرهم من دون تحميلهم أية رسوم إضافية. ويترتب على قرار المنع هذا كثير من النتائج، وقال الكابتن طيار سليمان المحيميدي إن القرار حوى ثلاثة بنود: الأول: منع كل الطائرات القطرية من الهبوط في مطارات السعودية، والثاني: منع كل شركات الطيران التجاري والخاص من التشغيل لقطر، سواء أكان ذلك في شكل مباشر أم غير مباشر، والثالث: منع شركات الطيران القطرية كافة من عبور الأجواء السعودية نهائياً. وأضاف المحيميدي أن هذا القرار سيكون له جانبان؛ الأول على طيران قطر، ومن الجانب الآخر هو منع طائرات قطر من المررو عبر أجواء الدول المقاطعة لسياسة قطر؛كالإمارات والسعودية والبحرين، ولم يتبق لقطر إلا مجال واحد وهو إيران للعبور إلى أفريقيا وأجزاء من أوروبا، وسيكون التأثير على جانبين؛ الأول على الرحلات الطويلة التي لن يكون التأثير عليها كبيراً وواضحاً، بحكم طول الرحلة، ولكن الرحلات قصيرة المدة للدول القريبة التي كانت تمر من خلال الأجواء السعودية هي التي قد تتأثر بدرجة تصل إلى زيادة 100 في المئة من مقدار المسافة إليها، مثل رحلة الدوحة إلى الخرطوم. وأكد أنه لا يوجد دولة تستطيع تحمل أزمة كالتي تتعرض لها قطر الآن، وقد تؤدي هذه الأزمة إلى إيقاف الأسطول وتسريح الموظفين، لأنه لا تستطيع أية شركة تحمل كلفة أطقم الطيران، التي تعد باهظة عالمياً، خلال الأزمات. وبسبب الموقع الجغرافي لقطر، كانت تمر الخطوط الجوية القطرية وجميع شركات الطيران الأخرى التي تقلع من المطارات القطرية أو تحط فيها، بالأجواء السعودية أو الإماراتية أو البحرينية، إذا ما أرادت تجنب المرور بالأجواء الإيرانية، ومع إعلان السعودية والإماراتوالبحرين قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، وإغلاق المجال الجوي معها، ستتكبد الشركة القطرية العملاقة خسائر باهظة، لأنها ستضطر إلى إلغاء عدد كبير من رحلاتها، التي تبلغ ما يقارب 824 رحلة من الدول المقاطعة لها.