أعلنت السعودية والإمارات العربية أن إغلاق مجاليهما الجويين هدفه «احترازي، وهو حماية مواطنيهما من أي تهديد، فضلاً عن أنه حق سيادي»، وجددت الرياض تأكيدها أن تصنيف 59 شخصاً و12 كياناً في قوائم الإرهاب يعود إلى ارتباطها بقطر». واتصل الرئيس فلاديمير بوتين بخادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، وقال إن الأزمة « لا تخدم الجهود الرامية إلى إيجاد تسوية سياسية للمسألة السورية». وفيما قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إن عزل قطر «مسألة معقدة للغاية» ودعا إلى حلها ب «التفاهم»، وصل وزير الدفاع القطري خالد العطية إلى واشنطن في زيارة تهدف إلى توضيح موقف بلاده والبحث في الأزمة ومناقشة احتواء التداعيات السلبية على الحرب ضد «داعش» والتعاون الدفاعي بين البلدين. وأغلقت السعودية والإمارات مجاليهما الجويين أمام الطيران القطري «لحماية مواطنيهما». إلى ذلك، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انحيازه إلى الدوحة (وإيران)، وقال إن مقاطعتها عمل «لاإنساني ومخالف للتعاليم الإسلامية وهو بمثابة عقوبة إعدام»، وتابع أن «الأساليب المستخدمة مع قطر غير مقبولة». وزاد أنه سيبحث في المسألة مع الرئيس دونالد ترامب. وشدد مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته في جدة الإثنين برئاسة خادم الحرمين على أن الكيانات والأشخاص الذين ضُموا إلى لائحة الإرهاب يخدمون «أجندات مشبوهة، في مؤشر إلى ازدواجية السياسة القطرية التي تعلن محاربة الإرهاب من جهة وتمول وتدعم وتؤوي مختلف التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى». وأطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس على نتائج محادثاته مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس وزراء باكستان محمد نواز شريف، وفحوى الاتصالات الهاتفية التي تلقاها من أردوغان، وترامب، وماكرون. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن الوساطة الكويتية «لا تمنع تحقيق قطر ما طرحته الدول الأربع من أمور واضحة يجب التعامل معها»، وثمن جهود أمير الكويت، بعدما أجرى اتصالاً مع نظيره الكويتي. وأوضح في تصريحات أدلى بها إلى الوفد الإعلامي المرافق للرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارته ألمانيا، أن»الأوضاع في المنطقة بصفة عامة والموقف الأخير من قطر بصفة خاصة كانت محل بحث مع الجانب الألماني»، مؤكداً أن برلين «لم تكن لديها وجهة نظر مخالفة لمصر وبقية الدول المقاطعة، ولكن كانت لديها رغبة في الاستماع إلى حقيقة الموقف وتفاصيل الدوافع المصرية والعربية». من جهة أخرى، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية أمس، أن إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات القادمة من قطر يندرج ضمن الحقوق السيادية للمملكة و «حماية المواطنين من أي تهديد». وصدرت بيانات مماثلة من الإماراتوالبحرين بعد المقابلة التي أجرتها محطة «سي أن أن» مع الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر وانتقد خلالها الدول الثلاث. وتؤيد الإماراتوقطر منذ وقت طويل اتفاقات الأجواء المفتوحة التي ترفع القيود عن السفر بين الدول. وساعدت هذه السياسات كبريات شركات الطيران في المنطقة على تحويل مطارات بلدانها إلى مراكز لانتقال المسافرين بين الغرب والشرق. وقال جون ستريكلاند، وهو مستشار مستقل في شؤون الطيران، ل «رويترز»: «من وجهة نظر الصناعة، فإنه أمر مؤسف ومحبط أن تتأثر خطوط الطيران بالحساسيات السياسية الأوسع التي تعطل المنافسة وخيارات المستهلكين التي تشتهر بها المنطقة». وأصبحت وجهات الطيران في المنطقة، وعددها 18، غير متاحة للخطوط الجوية القطرية، التي اضطرت أيضاً إلى إغلاق مكاتبها في السعودية والإمارات. وناشد الباكر المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) التابعة للأمم المتحدة، والتي تدير اتفاقية شيكاغو لحرية تحليق الطيران المدني، إعلان هذا الإجراء غير قانوني. وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات أنها ملتزمة تماماً هذه الاتفاقية لكنها تحتفظ بحقها السيادي الذي يكفله لها القانون الدولي باتخاذ تدابير احترازية لحماية أمنها الوطني إذا اقتضت الضرورة. وطلبت هيئات الطيران في الدول الثلاث أيضاً من الطائرات الخاصة والرحلات العارضة غير القطرية من الدوحة وإليها بالحصول على ترخيص مسبق خلال ما لا يقل عن 24 ساعة قبل عبور مجالها الجوي. وأضافت أن طلب الترخيص يجب أن يتضمن قائمة بأسماء طواقم وركاب الطائرات وجنسياتهم وحمولتها. وقال المغرب إنه سيرسل طائرات محملة بمواد غذائية إلى قطر لتعزيز إمداداتها بعد أن قطعت دول خليجية عربية العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدوحة. وتجري قطر، التي كانت تستورد 80 بالمئة من احتياجاتها الغذائية من جيرانها الخليجين قبل قطع العلاقات، محادثات أيضاً مع إيران وتركيا لتأمين المياه والمواد الغذائية. وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان الإثنين: «يأتي هذا القرار تماشياً مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وما يستوجبه، وبخاصة خلال شهر رمضان الكريم، من تكافل وتآزر وتضامن بين الشعوب الإسلامية». وتتهم السعودية والإمارات ومصر والبحرينقطر بدعم متشددين، وهي اتهامات تنفيها الدوحة. وقال المغرب يوم الأحد إنه سيبقى على الحياد في الخلاف وعرض الوساطة بين الدول الخليجية العربية، وجميعها من الحلفاء المقربين للمملكة المغربية. وقلل وزير المالية القطري علي شريف العمادي أمس من شأن التداعيات الاقتصادية للأزمة، وقال إن بلاده لديها من الموارد ما يساعدها على الصمود.