خرجت مسيرات شعبية غاضبة في معظم مناطق الاردن استجابة لدعوة «مسيرات الغضب الاردني» التي رفضت احزاب المعارضة والنقابات المهنية الانضمام اليها، وذلك للاحتجاج على سياسات الحكومة الاقتصادية وغلاء الاسعار. وانتهت المسيرات بهدوء من دون تسجيل اي حوادث احتكاك مع قوات الامن او الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، فيما طالب المشاركون الذين قدر عددهم في كافة انحاء المملكة بعشرة آلاف شخص برحيل حكومة الرفاعي. وانطلقت المسيرة الرئيسية من المسجد الحسيني وسط العاصمة عمان بعد صلاة الجمعة بمشاركة اكثر من ألف شخص ساروا مسافة ثلاثة كيلومترات قبل ان يتفرقوا بهدوء. ورفع المشاركون في المسيرة شعارات «من عمان لذيبان، شعب واحد ما بنهان»، و«وحد صفك وحد صفك، الحكومة مصَت دمك»، و«يا رفاعي قول لابوك، شعب الاردن بكرهوك». وانتقد المعتصمون اعضاء مجلس النواب الذين منحوا حكومة الرفاعي ثقة غير مسبوقة، قائلين «نواب الاردن اموات، أرجَل منهم هالكوتات»، في اشارة الى حجب اربع نائبات دخلن المجلس على اساس الكوتا الثقة عن الحكومة في مقابل اكثرية ساحقة من النواب منحوا الثقة. وحمل بعض المشاركين ارغفة الخبز، مطالبين بحكومة انقاذ وطني تخرج من رحم الشعب وبعودة وزارة التموين. وطوقت قوات الامن الشوارع المؤدية الى الجامع الحسيني، وانتشرت سيارات مكافحة الشغب بكثافة في المنطقة، فيما اغلقت المحلات التجارية ابوابها على خط سير المتظاهرين خوفاً من اعمال التخريب. وانتشرت قوات أمنية بشكل مكثف في ضاحية الرابية حيث يقع مقر السفارة الاسرائيلية رغم عدم وقوع اي اعتصام في المنطقة. وفيما لم تشارك في المسيرة الحركة الاسلامية والنقابات المهنية التي قالت انها ستنظم اعتصاما امام مجلس النواب غدا، نظم المسيرة اتحاد الشباب الديموقراطي الاردني، وحركة اليسار الاجتماعي ومنظمات شبابية اخرى، بالاضافة الى المئات من المتقاعدين العسكريين والمدنيين. وفي ذيبان (60 كيلومترا جنوب عمان)، انطلقت مسيرة شارك فيها نحو ألفي شخص طالبت بإسقاط الحكومة. ويذكر ان الدعوة الى المسيرات انطلقت قبل اسبوع من منطقة ذيبان التي تعتبر احدى جيوب الفقر العديدة في المملكة. وفي مدينة اربد شمال الاردن، انطلقت مسيرة من امام المسجد الهاشمي شارك فيها نحو 1200 شخص، في حين نظم «الاخوان المسلمون» مسيرة اخرى. ووقعت مشاجرة بين متظاهرين عزاها الناشط ادهم الغرايبة الى وجود «مندسين» يحاولون تعطيل سير المسيرة، لكن سرعان ما تم السيطرة عليها. وكرر المشاركون في مسيرة اربد الشعارات التي رفعت في ذيبان قبل اسبوع. اما في الكرك جنوب الاردن، فانطلقت مسيرتان سلميتان ردد المشاركون فيهما شعارات ضد رفع الاسعار وطالبوا برحيل حكومة الرفاعي. وحسب النقابي سياج المجالي، لم يحدث اي احتكاك مع قوات الامن التي رافقت المسيرة منذ انطلاقها من المسجد العمري شرق المدينة الى مدرسة الكرك، أقدم مدرسة في المنطقة. وفي السلط (30 كيلومترا شمال غرب عمان)، اعتصم العشرات بحضور النائب معتصم العواملة الذي حاول القاء كلمة إلا ان المواطنين اعترضوا عليه كونه منح الثقة للحكومة التي لم تفعل لهم اي شيء، على حد قولهم. وفي مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين، طالب العشرات برحيل الحكومة في اعتصام رمزي من القوى والفعاليات الشعبية في المخيم. ولم تخرج مسيرات في كل من معان والطفيلة بسبب احداث عنف وقعت اخيرا فيهما.