ارتفعت أسعار النفط في بداية التعاملات أمس، مع رهان تجار التعاملات الآجلة على أن السوق ربما تكون شهدت الأسوأ بعد هبوط قياسي في الأسواق في الآونة الأخيرة، حتى في وقت ما زالت الأسواق الفعلية تعاني من تخمة المعروض لاسيما بسبب زيادة متواصلة في عدد منصات الحفر في الولاياتالمتحدة. وارتفعت أسعار التعاقدات الآجلة لخام «برنت» 29 سنتاً إلى 48.44 دولار للبرميل أو 0.6 في المئة عن مستوى إغلاقها السابق، ولخام غرب تكساس الوسيط 26 سنتاً أو 0.6 في المئة إلى 46.09 دولار للبرميل. إلى ذلك، قال وزير النفط العراقي جبار علي اللعيبي إن على شركات الوزارة العمل كي تصبح شركات رابحة بنهاية السنة. وشجع في بيان لوزارة النفط، شركات الوزارة على توقيع اتفاقات مشاريع مشتركة مع الشركات العالمية لتعزيز الأرباح. في سياق منفصل، أكد شركاء حقل «طق طق» أنهم تلقوا مدفوعات إجمالية بقيمة 15.24 مليون دولار من حكومة إقليم كردستان العراق، عن مبيعات النفط خلال آذار (مارس). وبلغت المبيعات النفطية الإجمالية من الحقل في الشهر ذاته، 20 ألفاً و417 برميلاً يومياً في المتوسط بما يشمل الصادرات وتسليمات مصفاة بازيان. ووصلت حصة شركة «جينل انرجي» الصافية من المدفوعات إلى 8.38 مليون دولار. من جهة أخرى، توقعت مصادر في قطاعي النفط والشحن البحري، أمس، أن ترتفع تكاليف شحن الوقود والنفط الخام من قطر، بعدما حظرت الإمارات العربية المتحدة على السفن التي توقفت في المرافئ القطرية الرسو في الموانئ الإماراتية. ويؤثر ذلك سلباً في سير العمليات اللوجيستية النمطية في قطاع النفط، إذ يستخدم المشترون ناقلات الخام العملاقة القادرة على حمل مليوني برميل من النفط ويحملونها بما يصل إلى أربع شحنات مختلفة حجم الواحدة منها 500 ألف برميل، لتحقيق وفورات في التكاليف. وأشارت المصادر إلى أن المشترين يقومون في الوقت الحالي بفصل الشحنات على سفن أصغر حجماً تحمل مليون برميل، للتحميل في شكل منفصل من قطروالإمارات. ورجحت المصادر أن تزيد أسعار الشحن على الناقلات الأصغر إلى ما بين 75 و80 على المقياس العالمي (دابليو.إس)، بفعل ارتفاع الطلب على تلك السفن. وتظهر بيانات شحن من «تومسون رويترز ايكون» أن «سي إس إس إيه»، ذراع الشحن التابعة لعملاق النفط الفرنسي «توتال»، وشركة «إس كيه إنرجي» لتكرير النفط الكورية الجنوبية، و «بي بي» حجزت موقتاً أربع ناقلات من الطراز القادر على حمل مليون برميل لتحميل نفط ومكثفات في قطروالإمارات في النصف الثاني من حزيران (يونيو) بأسعار تتراوح بين 67.5 و68.5 على المقياس العالمي وهو صيغة تستخدم لاحتساب تكاليف الشحن. وقال تاجر يعمل من سنغافورة إن «العمليات في حال ارتباك شديد. بعض شركات التكرير يحتاج إلى إعادة ترتيب أو فصل الشحنات» على ناقلات المليون برميل الأعلى كلفة. وأفادت المصادر بأن الشركات ترتب أيضاً لتنفيذ عمليات نقل الشحنات الصغيرة من سفنها إلى ناقلات عملاقة في المياه قبالة صحار في سلطنة عمان. وإضافة إلى النفط الخام، تصدر قطر أيضاً ما يتراوح بين 600 ألف و700 ألف طن شهرياً من «النفتا»، وهي منتج نفطي يتم تكريره لإنتاج البتروكيماويات. وأكدت المصادر أن مالكي السفن يضيفون في الوقت الحالي علاوة سعرية على السفن التي تحمل وقوداً قطرياً إلى آسيا. وقال سمسار شحن يعمل في سنغافورة، إن ملّاك السفن يضيفون 2.5 نقطة مئوية أو نحو 700 دولار يومياً على الناقلات التي تسلك هذا المسار.