أكد وزير الأمن الإيراني محمود علوي القضاء على آخر الخلايا النائمة لتنظيم «داعش»، بعد عمليات دهم نفذتها الأجهزة خلال الأيام الأربعة الماضية لأوكار تلك الخلايا في عدد من المحافظاتالإيرانية من بينها طهران وكردستان وأذربيجان وبوشهر وكرمانشاه والبرز، واعتقل بموجبها 62 مشبوهاً، فيما تتواصل التحقيقات لكشف مزيد من الخيوط. أتى ذلك بعد مشاركة علوي ووزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي ومساعد قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي في جلسة سرية لمجلس الشورى (البرلمان) الذي تسلم تقارير من الأجهزة الأمنية المختلفة في شأن الجهود المبذولة لملاحقة الخلايا النائمة ل «داعش». وقال علوي للقناة الأولى في التلفزيون الإيراني ليل السبت– الأحد، إن القوات الأمنية الإيرانية تمكنت من قتل قائد المجموعة التي هاجمت البرلمان ومرقد الإمام الخميني الأربعاء الماضي، «بمساعدة جهاز استخبارات صديق»، رافضاً إعطاء تفاصيل. وأبلغت مصادر مطلعة «الحياة» أمس، أن المهاجمين كانوا جميعاً من الأقلية الكردية الإيرانية وارتبطوا ب «داعش» بداية عام 2016، وتنقلوا بين إقليم كردستان العراق والموصل وسورية قبل دخول الأراضي الإيرانية. وعُرف منهم: قيوم فاطمي من قرية كمينة التابعة لمدينة مريوان الكردية، ورامين أحمدي من قرية هجيج التابعة لمدينة باوة في محافظة كرمانشاه، وسرياس صادقي من قرية ده زراو التابعة لمدينة مريوان، و «فريدون» من مدينة ثلاث باباجاني في محافظة كرمانشاه. وتحدثت المصادر عن المرأة التي اعتقلت في مرقد الإمام الخميني بعد الهجوم، والتي قيل إنها أوصلت اثنين من المهاجمين إلى المكان، وهي من أهالي منطقة نخل تقي في محافظة بوشهر جنوب البلاد. وقال عضو الهيئة الرئاسية للبرلمان الإيراني أكبر رنجبرزادة، إن تقرير وزير الأمن أكد ملاحقة كل العناصر التي تقف وراء الاعتداء واستهدافها واعتقالها، لافتاً إلى القضاء على كل المجموعة الإرهابية «إذ لم يبق أثر لخلية لداعش في البلاد». وشدد رنجبرزادة على أن «هذه العمليات الإرهابية لا يمكن أن تؤثر في الأمن الداخلي، كما أنها لا تؤثر في عزم إيران على مواجهة الإرهاب». وأشار إلى أن الفاعلين والمعتقلين جميعهم إيرانيون، تلقوا تدريبات خارج إيران عبر تنظيم «داعش». وأضاف: «نمتلك إشرافاً أمنياً ومعلوماتياً كاملاً، مكننا من اعتقال الرؤوس المدبرة لهذه العمليات»، مشيراً إلى أن الاعتقال شمل عناصر كان من المحتمل أن تقوم بعمليات مشابهة في المستقبل. ودعا رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني إلى المحافظة على أجواء التضامن والتعاون التي سادت إيران بعد أحداث الأربعاء، في ظل تكاتف جميع المسؤولين لمواجهة الأخطار. وقلل قائد قوات الحماية التابعة ل «الحرس» علي أصغر كرجي زاده من أهمية الحوادث التي وقعت في طهران، لكنه قال إن قوات «أنصار المهدي» التابعة ل «الحرس» كانت القوة الرئيسية التي واجهت الحادث بمساعدة عناصر من القوات البرية في الجيش والشرطة. وأشاد بجهود «الحرس» لمساهمته في تقليل الخسائر و «إخراج 150 شخصاً كانوا في قاعة المراجعين» في البرلمان، لافتاً إلى أن المسلحين الثلاثة الذين دخلوا المقر كانوا يرتدون أحزمة ناسفة. وشددت السلطات إجراءاتها الأمنية في المطارات وحول المؤسسات الحكومية، وطالبت سلطات مطار مهرآباد في طهران المواطنين بالتعاون مع السلطات الأمنية، حفاظاً على أرواحهم، وشوهد المسافرون يصطفون في طوابير طويلة للتفتيش قبل دخولهم صالة المطار.