صادق الرئيس رجب طيب إردوغان على تشريع لإرسال قوات تركية إلى قطر، بعدما وافق البرلمان التركي الأربعاء الماضي على مشروع قانون يتيح نشر قوات في قاعدة عسكرية تركية هناك، فيما دعا وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل اليوم (الجمعة) إلى زيادة الجهود الديبلوماسية لحل الأزمة. وأعلن مكتب إردوغان تصديقه على قرار البرلمان في وقت متأخر أمس، ونشر في الجريدة الرسمية اليوم لتكتمل بذلك العملية التشريعية. وحظي مشروع القانون، الذي صيغ قبل الخلاف، بتأييد 240 نائباً خصوصاً مع دعم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وحزب «الشعب الجمهوري» القومي. ولم يحدد مشروع القانون عدد الجنود الذين سترسلهم تركيا أو موعد إرسالهم. وصادق إردوغان على اتفاق آخر بين تركياوقطر يتعلق بالتعاون في مجال التدريب العسكري في وقت متأخر أمس. وصيغت مسودتا التشريعين قبل بدء النزاع. كما تعهدت تركيا بتوفير إمدادات الغذاء والمياه لقطر. وقال وزير الخارجية الألماني خلال مؤتمر صحافي مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على هامش زيارة للأخير إلى ألمانيا: «لدينا قناعة بأن الآن هو وقت الديبلوماسية وعلينا التحدث مع بعضنا البعض ومع زملائنا الأميركيين، لكن قبل كل شيء مع زملائنا في المنطقة، وعلينا محاولة التوصل إلى حلول لا سيما رفع الحصارين البحري والجوي». وأضاف أن «الحصار المفروض على قطر سيؤثر أيضاً على الاقتصاد الألماني». وقطعت السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين العلاقات مع قطر، وأغلقت مجالاتها الجوية أمام الرحلات التجارية الإثنين الماضي متهمة الدوحة بدعم جماعات متشددة. فيما نفت قطر هذه الاتهامات. من جانبه، وصف وزير خارجية قطر خلال المؤتمر الصحافي مع غابرييل «حصار» الدول الخليجية والعربية لبلاده بأنه «انتهاك للقانون الدولي»، وقال إن هناك «محاولة لتعبئة الرأي العام الدولي ضد قطر». وأضاف: «الإجراءات التي اتخذت تخالف القانون الدولي والقانون الإنساني، وستترك تأثيراً سلبياً على المنطقة». وتعهدت قطر أمس ب «التغلب على العزلة» وقالت إنها «ليست مستعدة للتنازل عن استقلال سياستها الخارجية» لحل أكبر أزمة دبلوماسية تشهدها المنطقة منذ سنوات. وقالت صحيفة «حريت» التركية واسعة الانتشار عبر موقعها الإلكتروني اليوم، إن طائرات وسفناً حربية تركية سترسل إلى قطر بعد نشر أولي لقوات في قاعدة في الدوحة. وقالت الصحيفة: «عدد الطائرات والسفن الحربية التركية التي ستتجه إلى القاعدة سيتضح بعد إعداد تقرير يقوم على تقدير أولي (للموقف) في القاعدة». وأضافت أن وفداً تركياً سيسافر إلى قطر في الأيام المقبلة لتقدير الموقف في القاعدة التي يوجد فيها حالياً حوالى 90 جندياً تركياً. ولم يتسن الحصول على تعليق على تقرير «حريت» من المسؤولين الأتراك، لكن الصحيفة قالت إن هناك خططاً لنشر ما بين 200 و250 جندياً في غضون شهرين في المرحلة الأولية.