رجحت مصادر عسكرية قرب سيطرة القوات العراقية على حي استراتيجي لتضييق الخناق على «داعش» في آخر معاقله في الموصل، فيما أكد «الحشد الشعبي» إحكام سيطرته على مخفر حدودي مع سورية. من جهة أخرى، أعلن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن مسلحي «داعش» قتلوا أطفالاً حاولوا الفرار من غرب الموصل وأن لديه تقارير عن «تصاعد كبير» في أعداد المدنيين العراقيين الذين يقتلهم مسلحو التنظيم أثناء فرارهم. وتخوض قوات من الشرطة الاتحادية والرد السريع معارك شرسة للقضاء على ما تبقى من جيوب التنظيم في حي الزنجيلي والالتفاف حول حي الشفاء الذي تعثر فيه الجيش بهدف تأمين المحور الشمالي والإطباق على التنظيم في المدينة القديمة. وقال مصدر في الشرطة: «ستتم السيطرة على حي الزنجيلي خلال الساعات المقبلة والتقدم صوب المدخل الشمالي للمدينة القديمة»، وأضاف أن «وجود المدنيين الذين يستغلهم داعش كدروع بشرية شكل العائق الأكبر للاندفاع بوتيرة سريع، إضافة إلى تفخيخ للمباني والمنازل والأزقة، لكن يتوقع أن يُحسم الموقف عقب فتح ممرات آمنة»، وأكد «بدء الاستعدادات والخطط لإجلاء المدنيين من جهة أحياء باب البيض والفاروق والجسر الخامس وباب جديد قبل اقتحام جامع النوري الكبير». وأعلن الفريق قائد الشرطة في بيان أمس، أن قواته «تتقدم بحذر شديد للسيطرة على 15 في المئة من المساحة المتبقية تحت سيطرة داعش في الزنجيلي مع وصولها إلى باب سنجار على مشارف المدينة القديمة»، وأضاف: «قواتنا تكثف عملياتها الاستخبارية ورصدها الجوي لمراقبة تحركات قيادات التنظيم وأسلحته ودفاعاته واستهدافها بالصواريخ الموجهة». إلى ذلك، أعلن النائب أحمد الاسدي، الناطق باسم «هيئة الحشد الشعبي»، في بيان، أن قوات الحشد «شنت عملية ليلية مباغتة امتدت حتى فجر أمس ومن محاور متعددة بهدف السيطرة على آخر معابر داعش في الحدود العراقية- السورية وبسط المزيد من السيطرة على الخط الدولي»، مؤكداً «السيطرة على قرية ومخفر تل صفوك والوصول إلى الساتر الحدودي وغلق الثغرة التي أحدثها داعش والشروع ببناء سواتر عازلة، ما حقق المزيد من الاندفاع والسيطرة في الشريط الحدودي والخط الدولي باتجاه قضاء القائم غرب الأنبار»، لافتاً إلى «قتل 34 إرهابياً بينهم 10 انغماسيين، وتدمير 20 سيارة مسلحة». وكان آمر اللواء الثاني في «الحشد» كريم الخاقاني أعلن «تحرير 30 قرية محاذية للحدود السورية خلال اليومين الماضيين». وجاء في تقرير لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن «داعش» قتل أطفالاً حاولوا الفرار من الموصل، وأنه يحقق في سقوط ما بين 50 و80 قتيلاً في ضربة جوية لحي الزنجيلي في 31 أيار (مايو) ولم يذكر من نفذ الضربة. وأوضح قتل التنظيم المدنيين الفارين وقع في حي الشفاء في 26 أيار والأول والثالث من حزيران (يونيو). وتابع: «تشير تقارير موثوق فيها إلى قتل أكثر من 231 مدنياً أثناء محاولتهم الفرار خلال ثلاثة أيام الأسبوع الماضي وحده». ونقلت عن المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين قوله: «قتل الأطفال وهم يحاولون الفرار للنجاة بأنفسهم مع أسرهم... لا توجد عبارات إدانة قوية بما يكفي لوصف هذه الأعمال الدنيئة». وحذر تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» من أن «العائلات عالقة لدى داعش الذي يمنعها من الهروب إلى مكان آمن»، وزادت أن «ارتفاع عدد الضحايا المدنيين جراء الضربات الجوية التي تنفذها قوات التحالف والقوات العراقية زاد القلق، وقد يكون استخدام الأسلحة المتفجرة كالقنابل التي تطلق من الجو ووزنها 500 رطل فما فوق، السبب في خسائر مدنية وأضرار في الممتلكات في شكل يفوق النتائج المتوقعة عسكرياً، هذه الهجمات غير المتناسبة محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي». وعلى الساحل الأيسر للموصل أعلنت وزارة الداخلية عن «إحباط عملية إرهابية شنها انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً وتم قتله كان يستهدف المدنيين في حي النور»، إلا أن مصادر أمنية ذكرت أن «الانتحاري حاول استهداف مكتب أمني».